وجه الملك رسائل سياسية إلى الجارة الجزائر ، حيث دعا في خطاب عيد العرش، النظام الجزائري إلى فتح الحدود، مؤكدا أن فتحها هو السبيل لنماء الشعوب وهي الوضعية السليمة بين البلدين. واعتبر الملك محمد السادس، أنه "ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول. نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل، لا مكان له بيننا".
في هذا الإطار، قال محمد شقير المحلل السياسي في حديثه ل"الأيام24″، أن الخطاب الملكي رسم خارطة طريق للسياسة الداخلية والخارجية للمغرب في الأيام المقبلة، والتي همت ثلاثة محاور أساسية وهي الوضعية الوبائية وتنزيل النموذج التنموي إضافة إلى العلاقات المغربية الجزائرية.
وأوضح شقير، أن المغرب أعاد اليد الممدودة للجزائر، وخطاب الملك رسالة سياسة للجزائر، يمكن أن تشكل أرضيه للتفاعل والتعاون والتقارب بين البلدين في حال فهمها واستيعابها من قبل النظام الجزائري.
وأكد المحلل السياسي، أنه بالرغم من الضربات التي وجهها المغرب، سواء على المستوى العسكري او الدبلوماسي للنظام الجزائري، فهو يمد يده للجزائر على أساس أن يتم فتح الحدود والعمل سويا من أجل مواجهة الأخطار المعلقة بالتهريب والهجرة والإرهاب.
وأضاف شقير، أن الملك ركز على العلاقات الأخوية التي تربط المملكة بالجزائر، وواصل سياسة اليد الممدودة، حيث أن الملك أعطى فرصة أخرى لتجاوز الخلافات بين البلدين على أساس رابح رابح، على اعتبار أن إغلاق الحدود لم يعد مقبولا خاصة من قبل المحافل والمنظمات الدولية الذين يرون أن الوضع غير سليم وأنه يجب حل المشاكل العالقة بدون خلفيات.
وأضاف شقير أن الملك عبر في خطاب العرش الذي وجهه إلى شعبه بمناسبة الذكرى 22 لجلوسه على عرش المملكة المغربية، عن أسفه مما وصلت إليه الوترات بين البلدين، حيث قال "نتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية".
من جهة أخرى أوضح شقير أن الملك في خطاب ذكرى عيد العرش، تطرق إلى أنه سيشرف على تنزيل النموذج التنموي، حيث اعتبر أن تنفيذ النموذج التنموي الجديد "مسؤولية وطنية، تتطلب مشاركة كل طاقات وكفاءات الأمة، خاصة تلك التي ستتولى المسؤوليات الحكومية والعمومية، خلال السنوات القادمة"، مما يعني بداية مرحلة جديدة للنماء بالبلد.
كما أن الوضعية الوبائية الحالية بسبب تفشي كورونا، كانت حاضرة بقوة في خطاب الملك، يضيف شقير، مما يعني اهتمام الجالس على العرش بالمواطنين وتحذيره إياهم من هذا الوباء، خاصة بعد تسجيل ارتفاع في الإصابات يوميا.