بعد أن كان المغرب سباقا إلى التأكيد أكثر من مرة على ضرورة تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بينه وبين الجزائر، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أنه "مستعد لقبول أي مبادرة للحوار" تطلقها الرباط، مؤكدا في حوار خص به قناة فرانس 24 على أن " الجزائر ليس لديها أي مشكل مع الشعب المغربي الشقيق ولا مع ملك المغرب". في هذا الإطار شدد المحلل السياسي خالد الشكراوي على ضرورة قراءة تصريحات الرئيس الجزائري "في سياقها العام، والمتمثل في أن الحوار يدخل في إطار مناقشة العلاقات الفرنسية الجزائرية، وليس مشكل المغرب والجزائر". وأشار الشكراوي في تصريح لموقع القناة الثانية إلى أن "جواب الرئيس الجزائري كان سياسيا ودبلوماسيا، لكن في نفس الوقت لم يخرج عن الإطار العام الذي سنه هذا الأخير منذ توليه الحكم، حيث نجده يصعد أحيانا في خطابه عندما يكون الشعب الجزائري هو المستهدف، ثم يلجأ للأسلوب الدبلوماسي عندما يكون الرأي العام خارجيا". وأضاف الشكراوي تبون أشار في حواره إلى أن الجزائر "ليست لديها مشاكل مع الشعب المغربي، ولا مع الملك، بالتالي مع من؟ لأن المغرب هو الشعب والملك، الأمر نفسه عند حديثه على أنه مستعد لقبول أي مبادرة للحوار تطلقها الرباط، في الوقت الذي ظل فيه المغرب يمد يد الحوار ويطالب بتعزيز العلاقات بين البلدين، ليس فقط في عهد جلالة الملك محمد السادس بل منذ عهد الراحل الملك الحسن الثاني، إلا أن النظام الجزائري ظل دائما يرفض". وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد دعا في خطابه الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء إلى حوار مباشر وصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين، وذلك بتشكيل آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها. هذا وجدد جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش تأكيده على سياسة اليد الممدودة من المغرب تجاه الجارة الجزائر من أجل فتح حوار مباشر وصريح بين البلدين. * محللون جزائريون ل2m.ma: تعزيز العلاقات المغربية الجزائرية حتمي واستمرار إغلاق الحدود مرفوض * فاعل حقوقي جزائري ل2M.ma: نتمنى أن يتفاعل النظام الجزائري ايجابيا مع دعوة الملك لتطبيع العلاقات بين البلدين