لقي الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس يوم أمس السبت، بمناسبة الذكرى 22 لاعتلائه العرش، ترحيبا كبيرا وسط الشعب الجزائري. واعتبر جزائريون أن ما جاء في مضمون الخطاب هو عين العقل والحكمة، وأن ما قاله الملك محمد السادس واضح ويراعي مصالح الشعبين الجزائري والمغربي. وطالب جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي، رئيس الدولة عبد المجيد تبون، بالتجاوب السريع مع دعوة الملك محمد السادس في فتح الحدود، وإعادة العلاقة بين البلدين، وإيجاد حلول منطقية وواقعية للأزمة. واعتبرت عدد من ردود الفعل الجزائرية، أن هذا الخطاب شجاعة تاريخية من الملك محمد السادس اتجاه الجزائر، حيث وصفوه ب"خطاب الحكمة وصناعة التاريخ". وعلق أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي المعروف بنشاطه في حراك الجزائر، قائلا "المغرب يظهر مرة أخرى نواياه الحسنة، ورغبته في طي المشاكل، خطاب الملك تحلى بالكثير من الحكمة و الهدوء و هذا يدل على أن المغرب يتحكم في الأحداث ويسيطر على الوضع الراهن"، مردفا "الملك وضع الكرة أمام تبون، إما سيسجلها، ويربح الجميع، إما سيضيعها ويخسر وحده". وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد جدد في خطابه الدعوة للجزائر لفتح حدودها مع المغرب في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 22 لجلوسه على العرش. وقال العاهل المغربي إن له قناعة "بأن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي ومبدأ قانوني أصيل، تكرسه المواثيق الدولية بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي التي تنص على حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله". وأضاف "لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا مسؤولين على قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا على استمراره، أمام الله وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا". والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994 بعد أن أغلقتها الجزائر بسبب فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين إثر اتهام المغرب لمواطنين جزائريين بتنفيذ عملية "إرهابية" في فندق بمدينة مراكش. كما تشهد العلاقات بين البلدين توترا بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية، وتسعى إلى انفصاله منذ عام 1976. وقال العاهل المغربي "نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد، وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل لا مكان له بيننا". كما رد الملك محمد السادس، على ردود فعل جزائرية سابقة تعتبر أن فتح الحدود مع المغرب سيضر بالجزائر ويتسبب في زيادة نشاط التهريب ورواج المخدرات، وقال إن هذا "غير صحيح..وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيا..فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين وإنما تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من أطروحات مغلوطة..وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب".