أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس الأول حرصه على بناء علاقات ثنائية نموذجية مع المغرب لخدمة المصالح المشتركة للبلدين. وقال بوتفليقة في برقية تهنئة بعث بها إلى الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال12 لاعتلائه العرش”من منطلق إيماني بحتمية المصير المشترك أجدد لجلالتكم حرصي على ضم جهودي إلى جهودكم لمد جسور التآخي والتعاون وحسن الجوار بما يمكننا من بناء علاقات ثنائية نموذجية كفيلة بخدمة المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين اللذين تربطهما أواصر التاريخ وتعنيهما تحديات المستقبل المشترك”. وأضاف “وإنني إذ أشارككم والشعب الجزائري أفراحكم بهذه المناسبة الغالية أسجل بارتياح الانطلاقة الفاعلة التي شهدتها العلاقات الجزائرية-المغربية في الآونة الأخيرة وما رافقها من زيارات متبادلة على المستوى الوزاري”. وأشاد بوتفليقة بالنهضة التي يشهدها المغرب في عهد الملك محمد السادس والإنجازات والمكاسب التي تحققت في عهده وأيضا بالاستفتاء المغربي على الدستور الجديد والإصلاحات الخاصة بالتحول الديمقراطي. وكان ملك المغرب جدد في خطاب له في وقت سابق أمس الأول دعوته إلى فتح الحدود البرية مع الجزائر المغلقة منذ 1994 وإلى بناء علاقات طبيعية بين البلدين. وأسهبت صحف جزائرية أمس في التعليق على خطاب العاهل المغربي معتبرة أن لديه “هوساً”في فتح الحدود مع الجزائر. واعتبرت صحيفة ليبرتيه الليبرالية الناطقة باللغة الفرنسية أن فتح الحدود البرية أصبح لدى الملك “هوسا” وأضافت أنه يعتقد “بقوة أن أموال الجزائريين يجب أن يستفيد منها حتما سكان شرق المغرب وأن المواد التي تدعمها الخزينة الجزائرية يجب أن تستمر في تهدئة غضب المغاربة”. وأضافت الصحيفة التي تطرقت لهذا الموضوع في صفحاتها الداخلية أن “قضية الحدود تستعمل لصرف الانتباه عن الصعوبات الاقتصادية في المغرب”. وعنونت صحفية لوسوار دالجيري “محمد السادس وهوس الحدود”. وقالت الصحيفة إن “الملك لا يفوت فرصة أي خطاب يلقيه دون الدعوة إلى فتح الحدود البرية” بين المغرب والجزائر التي أغلقت سنة 1994 إثر اعتداء نفذه متطرفون في أحد فنادق مراكش (جنوب المغرب) ونسبته الرباط إلى أجهزة الاستخبارات الجزائرية. وأشارت الصحيفة على غرار ليبرتيه إلى أن “ما هو جديد في المقابل، هي الإرادة التي أبداها (الملك) في المبادرة بتسوية المشاكل العالقة كافة” وهو موقف الجزائر على ما أفادت الصحيفتان. لكن صحيفة الشروق اليومي رأت في خطاب الملك “محاولة أخرى لمضايقة الجزائر أمام الرأي العام العالمي، وهذه المرة الثانية في ظرف شهر يتطرق فيها العاهل المغربي إلى فتح الحدود”، في إشارة إلى رسالة الملك في هذا الصدد في الخامس من يوليو بمناسبة عيد الاستقلال في الجزائر. وفي خطوة تدعو إلى الاستغراب لم تتطرق الوطن التي تعتبر من أبرز الصحف باللغة الفرنسية، إلى الخطاب الذي ألقاه الملك أمس، رغم أنها تحدثت عنه أمس الأول على موقعها من الإنترنت. أما صحيفة المجاهد اليومية الرسمية فاكتفت بنشر رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي في الذكرى الثانية عشرة لتوليه العرش على صفحتها الأخيرة.