لا حديث في دهاليز وزارة الخارجية المغربية والإسبانية والصالونات السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الاثنين 14 يونيو الجاري، إلا عن اللقاء الذي ولد كبيرا بعد أن سبقته ضجة اعلامية، فإذا به ينتهي في ممر لا يتجاوز عمره عشرون ثانية. وتداولت وسائل إعلام دولية مقطع فيديو لبيدرو سانشيز الذي حاول بكل جهده أن يتشارك كلمات ولو قليلة مع بايدن، إلا أن هذا الأخير تجاهله. وتعرض سانشيز لموجة سخرية من لدن رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإسبان، بعدما كان يروج أنها ستكون نهاية العلاقات المغربية الأمريكية، إلا أنها لم تتعدى خطوات قليلة جمعتها في أروقة إحدى القاعات. ويتضج أن الرئيس الأمريكي لم يكن قد برمج أساسا عقد اجتماع مع سانشيز بالرغم مما سوقت له الحكومة الإسبانية خلال الأسبوع الماضي، حيث تضمن برنامج بايدن الصادر عن البيت الأبيض، اجتماعات فقط مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام لحلف "النيتو" يينس ستولتنبرغ، إلى جانب اجتماعات منفصلة مع رئيسة وزراء إستونيا ورئيس لاتفيا ورئيس ليتوانيا. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من وسائل الإعلام الإسبانية قد نسبت تصربحات إلى مصادر حكومية، أكدت فيها أن اللقاء الأول من نوعه منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض يتناول عدة قضايا، منها ما يتعلق بالعلاقات الثنائية وأخرى دولية وإقليمية، بما فيها الخلاف حول الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وفي سياق متصل، قالت صحيفة إسبانية إن سانشيز استفاد من هذا الظهور الذي طال انتظاره، والذي دام 29 ثانية، لتلميع صورته، بينما بالكاد ينظر إليه بايدن خلال توجههما إلى مقعديهما دون حتى وداع من الرئيس الأمريكي. وسخرت صحيفة إسبانية أخرى من اللقاء، وقالت إن هذا أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ تولي بايدن منصبه في 20 يناير الماضي، وكان من المتوقع أن يناقشا التعاون بشأن الهجرة والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وتوجه المعارضة الإسبانية انتقادات شديدة إلى حكومة سانشيز، خاصة على مستوى تدبيرها للدبلوماسية الخارجية، وهو ما يفسر استثناء الرئيس بايدن لسانشيز من أي مكالمة أو لقاء رسمي منذ وصوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي.