تمكن الدولي المغربي حكيم زياش من قيادة فريقه تشيلسي، أمس السبت لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، على حساب مانشستر سيتي بالفوز عليه بهدف مقابل لاشيء، بملعب "ويمبلي" بلندن العاصمة. وقام المدرب بالاعتماد على زياش كأساسي في المقابلة، في حين بيب غوارديولا قام بإراحة لاعبيه البارزين، واعتمد على بعص الأسماء الاحتياطية، وأدرج الحارس زاك ستيفن بدل إديرسون وتمكن المغربي زياش من افتتاح حصة التسجيل منذ الدقيقة العاشرة، إلا أن حكم المقابلة، قام بإلغاء الهدف، بدعوى أن تيمو فيرنر، كان متسللا، لينتهي بذلك الشوط الأول بالتعادل السلبي ويبصم الدولي المغربي على مسار كروي ناجح رفقة فريقه الانجليزي تشيلسي، جعله محط إشادة من قبل محبي البلوز ، إذ كتب أحد مشجعين "البلوز" على توتير: "استبدال البرازيلي ويليان بحكيم زياش خلال الصيف هي أفضل عملية تغيير في تاريخ كرة القدم". وكتب مشجع آخر: " بهذا المستوى زياش سيحرز جائزة أفضل لاعب في تشلسي هذا الموسم". فبعد تألقه السنة الماضية مع نادي أجاكس، استطاع زياش أن يثبت نجوميته، بعد أن قاد فريقه لنصف نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، بأداء وصف بالأروع في مسيرته الكروية، الآن ومع بداية الموسم الحالي استطاع أن يصنع له مكانا مهما في فريق تشيلسي. زياش من مواليد ال19 من مارس 1993، شاءت الأقدار أن يتوفى والده وعمره لا يتجاوز ال10 سنوات، رحل الأب وترك أمه مسؤولة عن عشرة أطفال، وحيدة في هولندا ولا يوجد أي مدخول يمكن أن يعيل تلك المرأة المغربية التي قررت التضحية من أجل تربية أبنائها. دائما ما يعبر زياش عن حزنه الكبير لفقدانه لوالده، مؤكدا بأنه لم يتقبل خبر وفاته، الأمر الذي أزاغه عن سكة البيت الذي كان يقطن فيه آنذاك رفقة عائلته بدروتن شمال هولاندا، ليجد نفسه مدمن مخدرات وشرب الكحول، بعد أن قرر الخروج للشارع ليسلك طريق الجريمة التي كادت أن ترميه في السجن لولا الكرة. الدولي المغربي السابق عزيز ذو الفقار شخص كان مثل ما يسمى "نقطة ضوء أنيرت وسط حلكة من الضلام"، رجل ذو ملامح عربية دائما ما كان يراقب حكيم من بعيد،يعرفه ويعرف أيضا الظروف التي مر منها، والتي جعلت منه شخصا متمردا، وغاضبا. اتخذ على عاتقه مسؤولية حكيم وقرر أن يلعب دور المدرب والأب والصديق أيضا في حياة حكيم، بالعزيمة والإرادة استطاع ذو الفقار إبعاد الفتى المراهق الطائش آنذاك عن المخدرات والكحول التي كان يدمنها بشدة. ولج زياش أكاديمية هيرينفين وسنه لا يتجاوز ال14 من عمره، رسم طريقا أوصله إلى الاحتراف سنة 2012، خاض أول موسما له رفقة بالإيرديفيزي مسجلا 9 أهداف ومساهما في 10، استطاع أن يخطف الأنظار ليختاره نادي تفينتي الذي فجر فيه موهبته الكروية، إذ استطاع فقط في موسمين تسجيل 34 هدفا، وصناعة 30 هدفا، في 76 مباراة لعبها. أواخر سنة 2015 زار المدرب بادو الزاكي بيت اللاعب وعائلته في هولاندا، حاول من خلال هذه الزيارة أن يقنعه بالانضمام للفريق الوطني، وذلك بعد أن رفض تمثيل منتخب بلد إقامته، ليؤكد بذلك أنه فخور بكونه مغربي، وشرف كبير له أن يحمل قميص المنتخب المغربي. قرار خلق زوبعة في الأوساط الهولندية، وأثار سخط بعض المدربين والنجوم في الساحة الكروية بهولاندا، أبرزهم النجم العالمي فان باسطن الذي نعته بالغبي والطائش ولا يعرف ما يفعله. يوم التاسع من أكتوبر موعد أول مشاركة لزياش مع المنتخب المغربي، سنة 2016، مباراة انهزم فيها الأسود أمام منتخب ساحل العاج بهدف لصفر، ليعود بعد ذلك بقوة ويسجل أول هدفين له يوم 4 من شتنبر من نفس السنة أمام المنتخب الكونغو،