أصبح حكيم زياش حديث الجميع في أوروبا بعدما كان حديث الكل بهولندا، وشهرته إتسعت ووصلت إلى بقاع العالم هذا الموسم، إثر قيادته أجاكس لنصف نهائي عصبة الأبطال الأوروبية بأداء ولا أروع وبصمات مؤثرة في منظومة لعب أبناء كرويف. زياش قصة طفل كان مدمن مخدرات وفي طريق السجون والجرائم، قبل أن تتحول حياته رأسا على عقب بإحتراف كرة القدم وإكتساح النجومية. -التطرف في الطفولة عاش حكيم طفولة صعبة بحي دروتن شمال هولندا، خصوصا بعدما فقد والده في سن 10 إثر المرض، الشيء الذي لم يتقبله وأثّر فيه كثيرا، فزاغ عن سكة البيت والعائلة وخرج للشارع، ليصبح مدمن مخدرات وشرب الكحول، ويسلك طريق التطرف والطفولة البئيسة التي كادت أن ترميه للأبد في السجن لولا الكرة. -ذو الفقار المنقذ يعتبر الدولي المغربي السابق عزيز ذو الفقار نقطة التحول في حياة زياش، بعدما إنتشله من الشارع وأخذه معه إلى فريق دروتن الذي كان يشرف على تدريبه، فلعب دور المدرب والأب والصديق، وساهم بشكل كبير جدا في إبعاد الفتى عن المخدرات والكحول التي كان يدمنها إلى درجة شديدة. -بداية المسار الإحترافي ولج زياش أكاديمية هيرينفين في سن 14 وتسلق الدرج إلى صار لاعبا محترفا سنة 2012، فخاض موسمه الأول بالإيرديفيزي مسجلا 9 أهداف ومساهما في 10، وخطف تألقه انظار الجميع ليتم إستقطابه من نادي تفينتي، والذي كان ساحة توهجه اللافت وإنفجاره الكروي، بحيث تمكن في ظرف موسمين متتاليين من تسجيل 34 هدفا وصناعة 30 في 76 مباراة. -الطواحين في الرصد كبقية الشبان المغاربة بهولندا حمل زياش قميص المنتخب البرتقالي للفئات الصغرى وتحديدا أقل من 19 عاما و20 عاما، بل وتلقى دعوة المنتخب الأول سنة 2015 من قبل المدرب هيدينك لمواجهة و.م.أ وليتوانيا، لكن الإصابة حرمته من تلبية النداء، ليحدث ما لم يكن متوقعا بعدها، وهو تغيير اللاعب قراره ورفضه تمثيل بلد الإقامة. -حكيم ينضم إلى الأسود سارع المدرب بادو الزاكي إلى زيارة اللاعب وعائلته بأمستردام، وأقنعه بالإنضمام إلى الفريق الوطني أواخر سنة 2015، ليدخل حكيم عن إختيار طوعي وقرار نهائي العرين مؤكدا للهولنديين أنه مغربي وفخور بذلك، ويشرفه حمل ألوان الوطن الأم، الشيء الذي خلق زوبعة في الأوساط الهولندية وأثار سخط بعض المدربين والنجوم، كالأسطورة فان باسطن الذي وصفه بالغبي والطائش الذي لا يعرف ما يفعله. -مزاج حاد وإصطدام ناري قامت ضجة كبيرة في المغرب فور قدوم الناخب الجديد الفرنسي هيرفي رونار، وعدم وضعه حكيم في التشكيلة الأساسية للأسود رغم تألقه في البطولة الهولندية، وما زاد الطينة بلة مزاج زياش الحاد وعدم تقبله لكرسي الإحتياط، الشيء الذي دفع رونار في قرار مدوي لإستبعاده من لائحة كان 2017 بالغابون، ليثور الشعب المغربي ويتدخل رئيس الجامعة فوزي لقجع بعدها بشهور، معيدا المياه إلى مجاريها والمايسترو إلى أوركسترا الأسود. -عاشق زيدان ورونالدينيو يعترف إبن بركان بأنه عاشق ولهان بالأسطورتين الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدينيو، والذي كان يدمن مشاهدة فيديوهاتهما في الصغر ويقلدهما، ويتمنى السير على خطاهما، كما أثار الألماني مسعود أوزيل فضول الشاب المغربي الذي أراد أن يوقع على مشوار إحترافي مماثل لعندليب المانشافت. -المجد والجوائز بهولندا لا يكاد يمر موسم في هولندا إلا ويصعد فيه حكيم منصات التتويج، حيث إختير ثلاث مرات أفضل صانع ألعاب بالإيرديفيزي (2016، 2017، 2018) كما توج بجائزة أفضل لاعب في هولندا عام 2018 ليصبح ثالث مغربي يظفر بها بعد منير الحمداوي (2009) وكريم الأحمدي (2017)، والتاريخ غزاه من الباب الواسع سواء مع تفينتي أو أجاكس الذي حطم معه كل الأرقام. -زياش الإنسان الفقر والمعاناة والصعوبات التي عاشها زياش في طفولته، إستمد منها القوة والدافع والحافز ليكون بطلا ونجما مشهورا، وأيضا إنسانا يحب مساعدة الآخرين وفعل الخير، وهو ما يتجلى سنويا بدعمه لجمعيات خيرية في المغرب، وإستجابته لكل النداءات والطلبات، كما كان من المسارعين للمؤازرة المالية والمعنوية لعدة لاعبين، أبرزهم صديقه عبد الحق نوري وليون دي كوغل.