عن جدارة وإستحقاق تربع حكيم زياش على عرش لاعب السنة وأفضل محترف لسنة 2016، نظير ما قدمه من مشوار عظيم بأرقام خرافية جنن بها الهولنديين وتنافس بها مع أكبر النجوم العالميين. مايسترو أجاكس قدم عاما مثاليا على الصعيد الفردي بأهداف وتمريرات بالجملة، ورغم عدم فوزه بأي لقب جماعي إلا أنه تبوأ الصدارة بين الأسود متفوقا على مواطنيه المهدي بنعطية ونور الدين أمرابط وسفيان بوفال.. أرقام فلكية مع تفينتي عانق حكيم زياش المجد ولامس سقف الأرقام القياسية في سنة 2016 التي جاءت لتؤكد الإنطلاقة القوية التي خطاها في العام الفارط، وقطع 8 أشهر الأولى كاملة مع تفينتي الغريق بالإيرديفيزي رغم المعاناة الكبيرة وإفلاس النادي والحكم عليه إبتدائيا بالنزول للدرجة الثانية، قبل أن يفلت من العقوبة في آخر لحظة. اللاعب كان على وشك الرحيل في الميركاطو الشتوي الماضي لكن تعنت تفينتي أبقاه داخله، ورغم شد الحبل بينه وبين المسؤولين والمدرب واللاعبين إلا أنه لم يتأثر وواصل حرث الملاعب الهولندية وإسقاط المدافعين وتدمير شباك الخصوم بسلسلة من الأهداف والتمريرات الحاسمة. وأنهى زياش تجربته مع تفينتي التي إمتدت لموسمين في الصيف الماضي، بأرقام خرافية بلغت 34 هدفا و30 تمريرة حاسمة في 76 مباراة، محطما الأرقام القياسية ومتموقعا في صدارة صناع اللعب في البطولات الأوروبية. أجاكس ينقذ الملك من اليأس مر الشاب بصيف عسير جلس فيه طويلا في قاعة الإنتظار، وظل يترقب العرض الرسمي والجاد الذي سيطرق باب تفينتي ويغري مسؤوليه حتى يتم السماح له بالمغادرة التي حان وقتها بالنسبة له. قرأ حكيم عن إهتمامات برشلونة وإشبيلية ودورتموند وتوتنهام على واجهات الصحف والمواقع، لكن الواقع صدمه بغياب العرض الرسمي والجاد في ظل كثرة الشائعات ودخول الميركاتو الصيفي المنعطف الأخير. وبينما كان الأخير يستعد لإسدار ستاره بسيناريو بئيس وتعيس فإذا بالزعيم أجاكس يفاجئ الجميع بإعلانه التعاقد مع زياش في آخر ساعات الميركاطو، في صفقة هي الأغلى في تاريخ النادي وفاقت قيمتها المالية 11 مليون أورو لمدة 5 مواسم. وعلى السريع إنقض رسام الإيرديفيزي على الرسمية مع أجاكس ولعب جل لقاءات الذهاب كأساسي ليصبح المايسترو ومحبوب الجماهير، والحصيلة الأولية لثلاثة أشهر ونصف 6 أهداف و6 تمريرات حاسمة موزعة بين المسابقات المحلية والأوروبية. لاعب يساوي فريقا بأكمله يجمع الهولنديون كافة على أن حكيم زياش يشكل لوحده فريقا من 11 لاعبا، وهو ما جعل الصحافة المحلية تطلق عليه لقب «إف سي زياش». الإعلاميون والخصوم يثنون عليه قبل زملائه وأنصاره، ويعتبرونه أخطر لاعب في الإيرديفيزي في آخر موسمين، والعنصر الذي يعد حضوره لوحده أكثر ضرورة من حضور بقية اللاعبين العشرة الآخرين بالفريق. الجرائد الهولندية تتحدث عنه أسبوعيا بل أحيانا بصفة يومية، وتضع صوره على صدر صفحاتها الأولى بعناوين مثيرة، وتتسابق لإجراء الحوارات معه مع حرصها الدائم على إستفزازه بنفس السؤال، هل ندم على رفض اللعب للطواحين رغم معرفتها المسبقة للجواب الصريح والقوي الذي لا يتردد في البوح به. وخارج الأراضي المنخفضة يحضر زياش أيضا في المواد الإعلامية للمنابر الرياضية الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، والتي تجد نفسها تكتب في كل مرة عنه لسبب واحد كون أرقامه القياسية كهداف وصانع ألعاب تزاحم أرقام العمالقة في مقدمتهم ميسي ورونالدو ونيمار.. ترشيحات وجوائز بالجملة عام 2016 كان مثمرا لصاحب 23 سنة بحصاد فردي متميز وغير مسبوق، إذ فاز بجائزة أفضل لاعب بالإيرديفيزي لموسم 2015- 2016، وظفر بلقب «مارس دور» كأحسن لاعب مغربي للسنة، ليضع نقطة الختام بجائزة أخرى من مجلة «فوتبول» الشهيرة التي إختارته لاعب العام بهولندا. هذه الجوائز لن تكون الوحيدة إذ يوجد إسم زياش في قائمة المرشحين النهائيين للفوز بجائزة أفضل لاعب عربي من قبل الإتحاد العربي للصحافة الرياضية، وكذا في لائحة 10 للظفر بالأسد الذهبي الممنوح من جريدة «المنتخب»، إضافة إلى جوائز أخرى وطنية ودولية تعكس الصدى التي تركه الدولي المغربي أوروبيا خلال سنة 2016. هذا وصعدت كوطة اللاعب بسرعة وبات يحظى بحب كبير من الجمهور المغربي الذي يغازله ويتودد إليه، وهو الود الذي يناله أيضا من فئة كبيرة من الهولنديين صحافة وشعبا رغم عدم إختياره اللعب مع المنتخب البرتقالي. نهاية سنة حزينة للمايسترو جاءت نهاية السنة حزينة للمايسترو التعيس بتلقيه أكبر صفعة وأسوء جزاء على إختياره تمثيل المغرب عوض هولندا، حينما رأى نفسه خارج لائحة الفريق الوطني المشارك في كأس أمم إفريقيا بالغابون 2017. أفضل محترف وأجود عنصر في التشكيلة وُضع في «الأوت» لقناعات الناخب الوطني هيرفي رونار الذي لا يحبه ولا يقتنع به، ويفضل عليه لاعبين آخرين من طينة بلهندة وبوصوفة والقادوري، مؤكدا بذلك خلافاتهما الرياضية وغير الرياضية التي طفت على السطح في لقاء الكوت ديفوار الماضي. زياش المصدوم تراجع صبيبه أيضا في الشهرين الأخيرين من السنة مع أجاكس حيث لم يعرف طعم التهديف إلا مرة واحدة، كما تعرض لإقصاء مفاجئ من كأس هولندا وتخلى عن صدارة الإيرديفيزي في آخر أمتار الذهاب لفاينورد بفارق 5 نقاط. بطاقته التقنية حكيم زياش من مواليد 19 مارس 1993 بدرونتن بهولندا النادي الحالي: أجاكس الهولندي المركز: صانع ألعاب مبارياته هذه السنة مع الأندية: 38 عدد الأهداف: 15 عدد التمريرات الحاسمة: 12 مبارياته الدولية هذه السنة: 3 عدد الأهداف: 3 قيمته في سوق الإنتقالات: 15 مليون أورو