سنتحدث عن رحلة حكيم زياش نحو النجومية، التي بدأت بوفاة والده، مروراً بتركه المدرسة، وعشقه كرة القدم، وصولاً إلى الانضمام لفريق تشيلسي. الجميع يعرف حكيم زياش، اللاعب الموهوب الحاسم في الثلث الأخير من الملعب، والذي تحول في الموسم الماضي إلى قوة ضاربة مع أياكس الهولندي. لكن قصة زياش مؤثرة جداً، فطفولته لم تكن سهلة أبداً. إليكم الحكاية.. • الولادة والعائلة وُلد حكيم زياش في 19 مارس عام 1993 في مدينة درونتين الهولندية. كان الأصغر بين أشقائه السبعة. الجميع في العائلة أحب كرة القدم وانضم إليهم زياش بعمر الخمس سنوات، وبدأ مع فريق محلي في المدينة. • طفولة قاسية لم يحظَ حكيم زياش بطفولة عادية وهادئة، فقد والده عندما كان في سن العاشرة من عمره. عانى عاطفياً وتعرض لصدمة كبيرة. "كان والدي يعاني من التصلب اللويحي، حيث كان بالكاد يستطيع التحرك أو الأكل بشكل صحيح". وعن تفاصيل يوم الوفاة المُرعب قال زياش: "كان أبي في غرفة المعيشة، وكنت أرغب في البقاء معه ولم أذهب للفراش حتى منتصف الليل. وبعد ساعات قليلة استيقظت وسمعت عائلتي تبكي وذهبت إلى الطابق السفلي، فوجدتُ والدي متوفياً". قاسي هذا المشهد فعلاً • هيرينفين والمنقذ دو الفقار بعد سنتين تقريباً، عاد زياش إلى كرة القدم من بوابة فريق هيريفين الهولندي، لكن مسيرته كادت أن تنتهي بسرعة بسبب سلوكه المُتهور المتأثر بالسنوات الصعبة التي عاشها. لم يلتزم في التدريبات وتعامل مع زملائه والمدربين بطريقة غير أخلاقية. تأثر زياش كثيراً بوفاة والده ولم يتقبل الأمر بسهولة. وصل الأمر به إلى ترك المدرسة وكرة القدم أيضاً. ولم تقتصر الصدمة عند هذا الحد، حيثُ تعاطى زياش المخدرات وأمسى مُدمناً على الكحول. لكن من قلب المعاناة يُولد الأبطال دائماً ربما بالقليل من المساعدة. ظهر في حياة زياش شخص يُدعى عزيز دو الفقار، هو أول لاعب مغربي في البطولة الهولندية آنذاك. قرر الأخير مساعدة زياش واحتضانه ولعب دور الأب الغائب. • مساره الرائع بهولندا شق حكيم وزياش طريقه بنجاح في الكرة الهولندية: -36 مباراة مع هيريفين (11 هدفاً) -68 مباراة مع تفينتي (30 هدفاً) -108 مباريات مع أياكس (38 هدفاً) وهو في طريقه إلى فريق تشيلسي الإنكليزي لكتابة فصل جديد "ذهبي" في كرة القدم. • لمسة دو الفقار ساعد دو الفقار زياش كثيراً حتى استعاد حياته الطبيعية، وشق طريقه بنجاح في كرة القدم. حيثُ تدرج مع فريق هيرفين في الفئات الصغرى وصولاً إلى خوض أول مباراة رسمية في الدرجة الممتازة في عام 2012 مع فريق الكبار، ولولا جهود دو الفقار لما كان زياش اليوم نجم في الكرة الأوروبية. • ولد من رحم المعاناة الطفل الذي عاش طفولة قاسية بفقدان والده باكراً وتركه المدرسة والإقتراب من شفير الهاوية، يبلع اليوم في 19 مارس 2020 عامه ال27. هو ليس طفلاً عادياً اليوم، هو نجم كبير في كرة القدم الأوروبية، فمعظم الأبطال يولدون من رحم المعاناة.