أوضح اللاعب المغربي السابق عزيز ذو الفقار، الذي يُعتبر أول محترف مغربي في الدوري الهولندي وبمثابة "الأب الروحي" للنجم المغربي حكيم زياش لاعب أياكس أمسترادم الهولندي والذي سيدافع عن ألوان "البلوز" تشيلسي بداية من الصيف المقبل، أن الأخبار التي تروج حول انحراف زياش في صغره وإدمانه على المخدرات لا أساس لها من الصحة. ذو الفقار، الذي جاور كبار كرة القدم الهولندية والعالمية كيوهان كرايف وماركو فان باستن ورايكارت وغيرهم من نجوم "الطواحين" ويدرب حاليا فريقا للهواة بطموح المحترفين على حد تعبيره، فتح قلبه لهسبورت وخَصّها بتوضيحات عن حياته الكروية وعن علاقته الخاصة بالنجم المغربي حكيم زياش، كما قطع الشك باليقين عن انحراف حكيم في صغره من عدمه. أولا.. كيف كانت تجربتك مع أياكس وأنت تلعب إلى جانب يوهان كرويف؟ ولماذا شبّهته بالراحل عبد المجيد الظلمي؟ لعبت مع يوهان كرويف في فئة الأمل لفريق أياكس أمستردام، وصعدنا معا إلى الفريق الأول حيث لعبت إلى جانبه لأربع سنوات. كنت اللاعب الاحتياطي ليوهان كرويف، الذي كنت ألعب معه في نفس المركز. لديه طريقة لعب مذهلة ومتميزة، كما يعلم الجميع، وتعلمت منه الكثير. وتابع: "عبد المجيد الظلمي رحمه الله ويوهان كرويف وجهان لعملة واحدة، يلعبان بطريقة أنيقة لهما خيال واسع في طريقة اللعب، هادئان متزنان داخل وخارج أرضية الملعب، كل هذه النقاط كنت وما زلت أراها مشتركة في الظلمي وكرويف الذي لعب على مستوى عال، وسيتفق معي من تابع اللاعبين معا". حدثنا عن تجربتك وبداياتك.. كجميع المغاربة المقيمين ببلاد الأراضي المنخفضة، والذين تألقوا في عالم "الساحرة المستديرة"، يروي ذو الفقار: "كنت مُتسلحا بالعزيمة والإرادة القوية رفقة أخي، الذي كان يرافقني في التداريب، ليصنع لنفسه اسما ومكانا بين الهولنديين، واضعا الخطوات الأولى في عالم الاحتراف، بعدما وصل من فرق الهواة إلى شبان نادي أياكس، ليتدرج معي في الفئات العمرية ويصل إلى الفريق الأول مطلع سنة 1978 كلاعب محترف ويلعب إلى جانب كبار كرة القدم الهولندية. ماذا عن مشاركاتك مع "أسود الأطلس"؟ تجربتي مع المنتخب المغربي لم يُكتب لها عمر طويل بعدما تلقيت الدعوة للدفاع عن قميص "الأسود" سنة 1983؛ إلا أن المدرب كو أدريانسه، الذي كان يُشرف على تدريبي في صفوف فريق زفوله، منعني من الالتحاق بالمغرب، للمشاركة رفقة الفريق في مباراة مهمة حقق من خلالها الفريق الصعود إلى القسم الممتاز آنذاك، بعدها عدت لأشارك مع المنتخب المغربي في "دورة فلسطين". كيف ساهمت في تأطير زياش ومساعدته؟ صحيح زياش صديقي وأخي وبمثابة ابني الصغير، حيث جاورته منذ كان عمره 13 سنة بعد وفاة والده، وظل بجانبي لوقت كبير يتدرب مع ابني، ويذهبا معا إلى المدرسة كسائر أقرانهما، كما أن والدته أحسنت تربيته وجعلت منه شابا ملتزما ومواظبا على تداريبه، بالإضافة إلى إخوته الذين ساهموا في تأطيره بعد رحيل والده الذي أدخل حكيم في "صدمة"، وهذا أمر عادي وكان كسحابة صيف عابرة. هل صحيح أنك انتشلته من الانغماس في عالم المخدرات، بعد وفاة والده؟ ليس صحيحا، فحكيم كان حكيما منذ صغره، لم يولد حكيم وفي فمه ملعقة من ذهب؛ فقد نشأ داخل أسرة فقيرة، وتعرض لصدمة قوية بعد وفاة والده وهو لا يزال طفلا ليدخل في مرحلة فراغ.. لكن سرعان ما خرج منها، وعاد إلى تداريبه وإلى مساعدة أسرته الصغيرة. كل هذه الظروف الصعبة جعلت منه شابا بعزيمة كبيرة وشخصية قوية؛ حاول مساعدة أسرته الصغيرة، ولم تكن له أي رفقة سيئة، أو انحرف في وقت من الأوقات، كل هذه مجرد شائعات، فحكيم لم يتعاطَ المخدرات كما يزعم البعض، وأنا من تدخلت وألحقته بأكاديمية هيرنيفن وأعدته إليها مجددًا بعد مرحلة الفراغ التي مر بها، وكنت أرافقه في داخل الملعب وخارجه. كيف اختار زياش الدفاع عن قميص "الأسود" بالرغم من إغراءات الهولنديين؟ من يعرف حكيم عن قرب، يعلم يقينا أنه محب لوطنه ويعتز بمغربيته، بالرغم من أنه ولد وترعرع في هولندا؛ لكنه كان دائما يسعى إلى تمثيل منتخب بلده الأم، ولما جاءته الفرصة، وبالرغم من محاولات الاتحاد الهولندي بإقناعه بالدفاع عن ألوان "الطواحين"، فإنه قال لي ولأسرته: سأُلبي نداء القلب، وسأُدافع عن قميص منتخب بلدي المغرب. كلمة أخيرة.. أريد أن أؤكد للجميع أن زياش هو مثال للاعب المنضبط والمتزن منذ صغره وإلى اليوم، أقضي معه أوقات كثيرة؛ فهو رجل يعشق التحدي ولا يزال في جعبته الكثير، كما أنني أُطالب من يروجون لأخبار انحرافه في الصغر بأن يتوقفوا عن ذلك، فهذه الأخبار غير صحيحة.