خلفت وثيقة حول الإرشاد السياحي بمنطقة إمليل، أصدرتها جمعية المرشدين السياحيين الجبليين لإمليل تداولها الكثيرون على نطاق واسع، كثيرا من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهواة تسلق الجبال ومحبي السياحة الجبلية. وفي الوقت الذي يؤكد مهنيو الإرشاد السياحي الجبلي بجبال توبقال أن "الوثيقة ترمي فقط تنظيم المهنة وتسييجها من العشوائية"، أكد الكثيرون أن الأثمنة التي تحدثت عنها بشأن عدد من الخدمات والشروط التي سطرتها "مبالغ فيها شيئا ما"، مشيرين إلى أن تلك الشروط من شأنها "الحد من إقبال الناس على زيارة المنطقة وبالتالي التأثير سلبا على السياحة الداخلية"، على حد قولهم. ومن بين ما نصّت عليه الوثيقة الصادرة عن اجتماع المكتب المسير للجمعية، يوم 25 يناير المنصرم، "تعيين منظم للإرشاد بمنطقة أرمد، وإلزامية حجز المرشدين المعتمدين يوما واحد قبل الرحلة، مع إقرار عدم تجاوز المرافق لأكثر من 6 أشخاص". لكن الشروط التي أثير حولها الجدل تتعلق ب"تحديد سن المرافقين المحليين في 23 سنة فما فوق، ومساهمة المرشدين ب50 درهما على كل رحلة لفائدة مشاريع بيئية، وغرامة 1000 درهم لكل مخالف للشروط المعلنة"، بالإضافة إلى ثمن زيارة منطقة شمهروش الذي حدده المرشدون في 300 درهم لكل زائر. رشيد إمغارن، رئيس جمعيىة المرشدين الجبليين بإمليل ونائب رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين بمراكش، حاول توضيح الأهداف من الوثيقة وطمأنة محبي السياحة في إمليل، مشيرا إلى أن "شروطنا تهدف لتنظيم السياحة بإمليل ليس إلا"، مشددا على أن الأمر "لا يتعلق بقانون جديد"، فالقانون المنظم للسياحة الجبلية واضح، وفق قوله. وأكد إمغارن، في تصريحات لموقع "فبراير" أن السياحة بالمنطقة شهدت تحسنا منذ "إقرار السلطات الإقليمية لمراكش قبل عامين، وبالتحديد بعد حادثة شمهروش الشهيرة، إجبارية مصاحبة المرشد"، مشيرا إلى أنه حاليا لا يسمح لغير مرافق لمرشد مرخص له الصعود إلى جبال توبقال. وتباشر عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية "عملية مراقبة عن نقطة المراقبة بمنطقة أرمد"، لتفادي "العشوائية"، يقول إمغارن. وأكد أن الشروط والغرامة التي وردت في الوثيقة "لا تعني الزوار في شيء جديد بل هي أمور داخلية تتعلق بالمرشدين المرخص لهم للإرشاد وذلك قصد تنظيم عملنا ومحاربة العشوائية وكذا الأشخاص الذين لا يتوفرون على ترخيص لمزاولة المهنة"، على حد قوله. وأبرز بهذا الخصوص، أن "قرار السلطات الإقليمية أدى إلى نتائج هامة، حيث شهدت السنتين المنصرمتين تنظيما واضحا للسياحة بالمنطقة كما لم يتم تسجيل أية حادث، في الوقت الذي كانت تسجل في السنوات الماضية قبلها حوادث متكررة بسبب العشوائية وغياب المرافقين المعتمدين"، وفق تعبيره. وبخصوص الوضعية السياحية حاليا بالمنطقة، أوضح إمغارن، الذي يشتغل أيضا مستثمرا في هذا القطاع، أن "السياحة في إمليل شهدت انتعاشة هامة وخاصة بعد قدوم متسلقي جبال توبقال ومحبي التزلج"، مشيرا إلى أن العرض السياحي بالمنطقة لا يكلف أثمنة كبيرة، إذ أن الأسعار مناسبة للجميع، حيث "تتراوح بين 150 و600 درهم لليلة الواحدة"، وفق تأكيدات إمغارن.