اعترف الأمين لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، أن حزبه واجه "امتحانا صعب" خلال الأسابيع الماضية إثر توقيعه على اتفاقيات تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، لكنه قرر "أن لا يناقض اختيارات الدولة وقرارات الملك". وأكد العثماني، خلال تقديمه للتقرير السياسي في افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب البيجيدي، اليوم السبت، والذي عقد عن بعد، بأن "الوضع الداخلي للحزب له نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن لا تزال نقاط قوته هي الأكثر، والتي بوأته عن جدارة واستحقاق قيادة الحكومة ببلادنا"، وفق تعبيره. واعترف العثماني بمعاناة البيت الداخلي للحزب من "إشكاليات وإكراهات"، قال إنها ناتجة عن طبيعة موقعه ومسؤوليته في التدبير، كون قيادته للمسؤولية الحكومية والتدبير المحلي في عدد من المدن والمناطق تقتضي "ترجيحات وتقديرات صعبة وتحديات نحن واعون بها". وأقر زعيم حزب البيجيدي بحجم "الامتحانات والنوازل" التي حلت بتنظيمه السياسي، مشيرا إلى أن قرار المغرب "استئناف العلاقات مع إسرائيل"، وضعه أمام "امتحان صعب"، لكن البيجيدي "لا يمكن أن يقع في تناقض أبدا مع اختيارات الدولة وقرارات جلالة الملك محمد السادس قائد البلاد" وفق تعبيره. "فقد خاب ظن خصوم الحزب الذين كانوا يراهنون على أن تتعمق الخلافات الداخلية للحزب أو منح فرصة لخصوم التوابث الوطنية والاختيارات الاستراتيجية للدولة لأننا لن نكون الشق الذي سيدخل منه خصوم المغرب"، يضيف العثماني في هذا الصدد. وتتجلى هذه الامتحانات، وفق تعبير الأمين العام للحزب القائد للائتلاف الحكومي، في "امتحان الوفاء لجلالة الملك بوصفه القائد للبلاد واختياراتها في كافة المجالات، وامتحان صيانة الوحدة السياسية داخل الحزب رغم النوازل، وآخرها إعادة العلاقة مع إسرائيل، ثم امتحان الوفاء لأمانة الإسهام في الإصلاح ببلادنا من منطق المشاركة لتعزيز الانتقال الديمقراطي"، على حد تعبيره.