أجاب سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال عرض التقرير السياسي بالمجلس الوطني اليوم بالرباط، عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها الأعضاء عليه بخصوص التطورات الأخيرة التي همت أساسا الاعتراف بالصحراء وإعادة العلاقات مع إسرائيل. وقال العثماني، بأن اختيار الحزب للمشاركة في التدبير الحكومي وقيادته للحكومة، يجعله يقع في إشكاليات وإكراهات، تضع الحزب أمام تحديات كبيرة لعل أبرزها محطة إعلان الرئاسة الأمريكية على دعم المغرب والاعتراف بسيادته على كامل ترابه، وما صاحبه ذلك من إعادة العلاقات مع إسرائيل. وأكد العثماني، أنه لا يمكن أن يقع الحزب في صدام مع اختيارات الدولة خاصة مع الملك ، مبرزا أنه بفضل هذا الموقف للحزب ولقيادته وأعضاءه، خابت ظنون خصوم الحزب، بأن يقع هذا التناقض وتتعمق الخلافات الداخلية لتصل للتفرقة والتشتت وهذا لن يحدث، لأن الرهان الاستراتيجي للحزب هو النجاح في ثلاث امتحانات. الامتحان الأول يوضح، الأمين العام للبيجيدي، هو الوفاء للملك والثوابت الوطنية الجامعة للشعب المغرب قاطبة، والانسجام مع الاختيارات الاستراتيجية للدولة . والامتحان الثاني، يضيف العثماني، هو مواصلة الحزب في الإسهام في الاصلاح السياسي والحقوقي والاجتماعي من موقع المسؤولية الحكومية مع الوعي بالإكراهات العديدة التي يتعرض لها الحزب من جميع الجهات. أما الامتحان الثالث، هو امتحان صيانة الوحدة السياسية والتنظيمية للحزب، خاصة بعد أن خابت ظنون البعض بانفجار الحزب بعد إعادة العلاقات مع دولة الاحتلال، لأن الحزب، وفق العثماني دائما، لم يخن مبادئه خاصة فيما يتعلق بموقفه من القضية الفلسطينية، حيث لم يصدر أي تصريح او تلميح يتعلق بالتراجع عنها. لكن، يضيف العثماني، الحزب وجد نفسه مطوقا في دعم المجهود الوطني الذي يقوده الملك للدفاع عن سيادة الوطن والاعتراف بالصحراء من قبل الولاياتالمتحدة وهو أمر غير مسبوق، وبالتالي فإن تعزيز سيادة المغرب يعتبر من مبادئ الحزب، وموقفنا المبدئي من القضية الفلسطينية ثابت لم يتغير ولن يتغير بمختلف توابثها وهو الدعم المستمر للشعب الفلسطيني والتأكيد على إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف مع الرفض الكامل للاحتلال الإسرائيلي.