تنعقد الدورة الخامسة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة في سياق خاص يتمثل في انتشار جائحة كوفيد 19. تعتبر هذه الدورة الأولى من نوعها التي لن تعرف تنقل رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك. وستعرف هذه الدورة ثلاث أحداث بارزة، من قبيل الاجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى 75 لإنشاء الأممالمتحدة، والمقرر عقده في 21 شتنبر، و المداولات العامة التقليدية التي ستشهد مشاركة قياسية لرؤساء الدول والحكومات من 22 إلى 29 شتنبر؛ إضافة الى قمة التنوع البيولوجي، المقرر عقدها في 30 من الشهر الحالي. ومن المقرر أيضًا عقد اجتماع رفيع المستوى في مجلس الأمن، في 24 من نفس الشهر، برئاسة رئيس دولة النيجر، معالي محمد يوسفو، حول موضوع "الحوكمة العالمية لما بعد كوفيد 19 فيما يتعلق بحفظ السلم والأمن الدوليين". ستكون هذه الدورة فرصة للمغرب لإعادة تأكيد إيمانه بالعمل في إطار تعددية الأطراف وتجديد ثقته في المنظمة العالمية والمطالبة بمزيد من التضامن والتعاون الدوليين في مكافحة الوباء. التزام المملكة بتعدديةالأطراف ظل ثابتًا في السياسة الخارجية في عهد جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وكذلك الشأن في عهد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله. منذ توليه عرش أسلافه الكرام، وضع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رؤية مغربية طموحة متعددة الأطراف تتمحور حول مبادئ التضامن والتعاون باعتبارهما أدوات للعمل الدبلوماسي المغربي المتعدد الأطراف مع إيلاء اهتمام خاص لقارته: إفريقيا. سيتم تقديم الرؤية الملكية خلال هذه الدورة وفق المحاور الأربعة التالية: 1- الأمن الصحي: سيتم تعزيز المبادرة التي أطلقها جلالة الملك، نصره الله، بهدف خلق إطار عملي لدعم الدول الأفريقية ومواكبتها في مختلف مراحل إدارة الوباء، كنموذج ملموس للتعاون بين البلدان الافريقية في مكافحة الوباء. 2- حفظ السلام والوساطة: سيعرض بلدنا إنجازاته خلال ستين عامًا من المشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بصفته البلد الثاني عشر في ترتيب الدول التي ترسل قواتها في إطار عمليات حفظ السلام الأممية، ويشمل هذا العرض كذلك، التدابير التي يتخذها المغرب لحماية والحفاظ على الفرق العسكرية الموجودة على الأرض في ظل الوباء. كما سيتم تسليط الضوء على تعزيز الحوار الليبي في إطار محادثات بوزنيقة في إطار الوساطة التي تقوم بها المملكة. 3- تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان ومحاربة خطاب الكراهية: المغرب، كدولة تدعم الحوار بين الأديان والثقافات، ستسعى الى المزيد من الكفاح ضد خطاب الكراهية. ان اعتماد الجمعية العامة بالإجماع قرارا مغربيا حول تعزيز الحوار بين الأديان ومحاربة خطابات الكراهية، يعتزم تنظيم مؤتمر رفيع المستوى حول دور القادة الدينيين في مواجهة تحديات وباء كوفيد 19. 4- نزع السلاح وعدم الانتشار: في الاجتماع الرفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، المقرر عقده في 2 أكتوبر، سيجدد المغرب التزامه الراسخ بجهود نزع السلاح وعدم الانتشار. وكذا احترامه الثابت لالتزاماته الدولية من خلال التطبيق الشفاف والعادل للأدوات التي انضمت إليها، واختيارها للتعددية والمعيار المرجعي للأمم المتحدة، كإطار مناسب لتطوير أدوات جديدة واستراتيجيات دولية في مجال عدم الانتشار ونزع السلاح. لقد أرسلت منذ 16 دقيقة خدام عليه