أشاد العديد من القادة الدينيين وكبار المسؤولين في الأممالمتحدة، عاليا، بالقيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال الحوار بين الثقافات والأديان، وذلك خلال ندوة افتراضية رفيعة المستوى نظمها المغرب، الثلاثاء في الأممالمتحدة حول "دور الزعماء الدينيين في التصدي لجائحة كورونا". وفي مداخلة خلال هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، نوه آرثور شناير، الحاخام الرئيسي في كنيس "بارك إيست" في نيويورك، مؤسس ورئيس مؤسسة "نداء الضمير"، بقيادة جلالة الملك ودوره الريادي في مجال تعزيز قيم الحوار بين الأديان ومختلف الثقافات، والاحترام المتبادل والوحدة والكرامة الإنسانية. وقال الحاخام شناير خلال هذه الندوة، التي تميزت بمشاركة نخبة من القادة والمسؤولين الدينيين البارزين الذين يمثلون الأديان السماوية الثلاثة، "نحن ممتنون للمغرب ولجلالة الملك على إتاحة فرصة اللقاء خلال هذا الظرف العصيب في تاريخ البشرية". من جانبه، ذكر سماحة الكاردينال ميغيل أنجيل أيوسو غيكسوت، أسقف الكنيسة الكاثوليكية، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان، بمضامين الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة حفل الاستقبال الرسمي لقداسة البابا فرانسيس خلال زيارته للمغرب السنة الماضية. وقال الكاردينال أيوسو غيكسوت "يسرني أن أذكر بما قاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 30 مارس 2019 خلال زيارة الحبر الأعظم للمغرب"، مبرزا، في هذا الصدد، أن جلالته أكد أن "القيم الروحانية ليست هدفا في حد ذاتها، بقدر ما تدفعنا إلى القيام بمبادرات ملموسة. فهي تحثنا على محبة الآخر، ومد يد العون له". وربط سماحة الكاردينال بين هذه الكلمات والوضع الوبائي الحالي بالعالم، والذي يقتضي، أكثر من أي وقت مضى، المساعدة المتبادلة والتضامن بين الشعوب والأمم. من جهته، أوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، السيد أحمد عبادي، أن إمارة المؤمنين بالمغرب "مؤسسة مندمجة"، ذلك أنها لا تشمل المسلمين فحسب، بل أيضا اليهود المغاربة وتظل منفتحة على الديانات الأخرى. كما أبرز السيد عبادي الجهود التي يبذلها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، من أجل تدبير ذكي للأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كورونا. أما الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، فأشاد بالعمل الذي قامت به المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، لتعزيز الخطاب الديني المعتدل والنهوض بالحوار بين الأديان والتعايش السلمي. وأشار السيد موراتينوس، في هذا الصدد، إلى أن غنى وتنوع المجتمع المغربي على المستويين الثقافي والديني "لا يمكن إغفاله" وينبغي أن يتخذ كنموذج. وقال رئيس الدبلوماسية الإسباني الأسبق "ما زلت أتذكر كلمات قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للمغرب في مارس من العام الماضي عندما أكد من جديد ضرورة التعاون لإعطاء دفعة جديدة لبناء عالم أكثر اتحادا (...) وتعزيز حوار يحترم الثراء والطابع المميز لكل شعب ولكل فرد على حدة". من جانبه، أعرب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما دينغ، عن تقديره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على "دعمه الموصول لتعزيز المبادئ والقيم التي تمثل الأسس التي قامت عليها الأممالمتحدة". وفي هذا الصدد، رحب السيد دينغ باعتماد وثيقتين بالغتي الاهمية "بفضل دعم وقيادة جلالة الملك الذي أظهر تشبثه الدائم بالحوار بين الثقافات والأديان". ويتعلق الأمر ب"خطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداء أو العنف"، و"إعلان مراكش بشأن حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي". وكان السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، قد أكد في كلمة خلال هذه الندوة أن أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان سباقا، قبل فترة طويلة من نشوب الأزمة العالمية التي سببتها جائحة كوفيد-19، إلى الدعوة لعالم متضامن قائم على مبادئ التعايش وتقبل الآخر والتعددية والغيرية. وذكر السيد هلال بالرسالة التي بعث بها جلالة الملك إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان الذي احتضنته مدينة فاس سنة 2018، والتي جاء فيها "إن النظام الجديد للسلم العالمي، هو ما نرجو أن نسهم في بنائه جميعا، على أساس مبدأ التعايش وقبول التعدد والاختلاف، بما يسمح بالبناء والتطوير، وتوطيد الأمن والنمو والازدهار". وتميزت هذه الندوة بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ونخبة من القادة والمسؤولين الدينيين البارزين الذين يمثلون الأديان السماوية الثلاثة، الى جانب سفراء الدول الأعضاء لدى الأممالمتحدة.