ارتبط اسمها طويلا بالنضال من أجل الأمهات العازبات، مكرسة مسيرة حياتها للدفاع عن المرأة، وهمها أن تحقق آمالها بل احلامها التي تطادرها صباح مساء من اجل عيش كريم لهذه الفئة. في رحلتها الطويلة حاولت عائشة الشنا خلالها أن تتغلب على التحولات والقيم وقيود المجتمع، وتكسر كل الطابوهات التي تواجهها، إذ حملت على عاتقها مهمة التعريف بقضية الأمهات العازبات وضحايا الاغتصاب. تعرضت الشنا للهجوم في كل مرة فيها تفضح عار الاغتصاب، ومن بينه اغتصاب ذوي الاحتياجات الخاصة. كم مرة صرخت لحماية النساء المعنفات والمغتصبات، ورفعت صوتها، وهي تتابع كيف يثقل القانون والعرف والجهل والعقلية الذكورية كاهل الأم العازبة التي تجد نفسها ضحية الاغتصاب، فيما يتسلل الأب المسؤول من المسؤولية. "ماما الشنا"، كما يناديها كثيرون، لم تفعل منذ عقود، أكثر من فضح المغتصبين، وهي اليوم تذكرنا أنها تملك العديد من الأمثلة لمغربيات من ذوي الاحتاياجات الخاصة، كن ضحية الاغتصاب، ولأن القانون يحمي المغتصب". تمتد مسيرتها النضالية إلى أزيد من نصف قرن من الالتزام بقضايا المرأة والطفل، بكل شجاعة والتواضع، في سبيل تحقيق حلم إقامة مجتمع عادل يعيد الحقوق للنساء عامة، وضحايا الاغتصاب خاصة، حقوقهن المغتصبة بدورها. راكمت الشنا تجربة مهمة من خلال الاشتغال الميداني، إذ تحتفظ ذاكراتها بالعديد من القضايا الشائكة والمعقدة جدا، ورغم العراقيل التي واجهتها لم تنل من عزيمتها القوية في مواصلة هذه المسيرة. توجتها وكالة المغرب العربي للأنباء بلقب شخصية سنة 2019، التي تمنحها، وذلك عن فئة "العمل الاجتماعي والمبادرة المواطنة والتنمية البشرية"، واعتبرت الوكالة أن هذا التتويج جاء نظير التزامها ودفاعها عن قضية الأمهات العازبات. رأت عائشة الشنا النور في في 4 غشت عام 1941 في الدارالبيضاء، ثم انتقلت لتعيش مع أبيها وأمها في مراكش. ولكن ت عادت الشنا إلى الدارالبيضاء لاستكمال دراستها، بعد أن رفض زوج أمها هذه الفكرة، أن تطلق والدتها وتلتحق بها بالعاصمة الاقتصادية عملت كاتبة برامج أبحاث طبية لمرضى السل، ثم التحقت بمدرسة التمريض. وبعد حصولها على الدبلوم بدأت العمل في وحدة التعليم في وزارة الصحة، ثم انتقلت لتكون منسقة لبرامج التوعية الصحية.