رحلت إلى دار البقاء، مساء اليوم الإثنين، الفنانة المغربية ثريا جبران، بعد تدهور وضعها الصحي خلال الفترة الأخيرة. وكانت الفنانة المغربية ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران، قد دخلت المستشفى بعد اصابتها بوعكة صحية حرجة، حسب ما كشفت عنه شقيقتها حياة جبران.وتحتفظ ذاكرة المغاربة، بالإضافة إلى أعمال جبران الخالدة، بأشهر إعلان للراحلة حول التحسيس بخطورة حوادث السير وضرورة الوقاية منها. السعدية قريطيف أو كما يعرفها الكثير بثريا جبران، من مواليد 1952 بدرب السلطان، الدارالبيضاء، استعارت اسم "جبران" من زوج شقيقتها محمد جبران، بعد أن عاشت فترة طويلة تحت رعايته حين توفي والدها. السعدية أو ثريا عاشت طفولتها بين أحضان دار الأطفال المتواجدة بحي عين الشق، نظرا إلى كون والدتها كانت تشتغل في هذا الفضاء، بعد وفاة والدها، قبل أن تصير في رعاية محمد جبران، زوج شقيقتها، الذي صار في فترة من الفترات مسؤولا عن مصحة دار الأطفال. بدأت ثريا جبران عالمها الفني في سن مبكر، لا يتعدى عشر سنوات، طفلة صغيرة تعتلي خشبة المسرح البلدي وسط تصفيقات الجمهور. في أواخر الستينيات من القرن الماضي، التحقت ثريا بمعهد المسرح الوطني بالرباط، اختارت أدوار المهمشين لتعبر عن حياتهم على ركح المسرح، جعلتها تظل تحت أعين المراقبين والسلطات. ، حادث اختطافها لم ينس، خاصة أنها كانت محسوبة على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض آنذاك، جعلت من مجهولين يحلقون شعرها لمنعها من المشاركة في برنامج حواري على القناة الثانية. ثريا جبران انتقلت من وسط تصفيقات الجمهور على خشبة المسرح، إلى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة، هنا أيضا كان الهاجس الخيري حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع. تسمي نفسها، ب"ابنة الشعب"، لم يدم جلوسها على كرسي الوزارة كثيرا، فسرعان ما عجل المرض بتقديمها استقالتها من منصبها، خلال زيارة قام بها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة لها بالمستشفى. ثريا جبران، غادرت كرسي الوزارة لكن لم يغادر تفكيرها ذكرى مع الملك محمدا السادس، الذي طلب منها أن تقف بجانبه خلال التقاط مجموعة من الفنانين صورة جماعية معه إثر إهدائهم له لوحة تشكيلية حول مناهضة الإرهاب بعد واقعة الأحداث التي شهدتها الدارالبيضاء، حيث خاطبها الملك مازحا: "دابا ما كاين مخزن"، وهي عبارة وردت في مشهد من مسرحيتها الشهيرة "ياك غير أنا".