هنا تطوان.. المدخل، حيث يمر الوافدون من صراط السؤال، من أنتم ؟ ولماذا تقصدون تطوان؟ وخلف كل سؤال قلق نقل العدوى للحمامة البيضاء، التي تؤكد الأرقام الرسمية المعلن عنها بشأن انتشار الوباء، أنها لازالت في مأمن. وكما تتابعون في الفيديو، فإن العديد من المغاربة يحجون بسياراتهم إلى مدينة تطوان، بغاية الوصول إلى شواطئ المضيق، حيث تسحرهم كابيلا وريستنغا والرأس الأسود ومرتيل..، لكن سرعان ما تستوقفهم أسئلة عناصر الأمن والدرك الملكي عند أكثر من مدخل، بما في ذلك عند أهم مدار في طنجة حيث يتموقع عناصر الجيش. وبالتالي، على من يرغب في الانتقال إلى تطوان أن يبرهن أن ثمة سبب مهني أو مادي وجيه، يبرر إنتقاله من وإلى تطوان. وتجدر الإشارة إلى أنه ونظرا لخطورة الوضع، تم يوم الخميس 13 غشت 2020 بطنجة افتتاح وحدة صحية ميدانية داخل مستشفى محمد السادس من أجل التكفل بالحالات المتوسطة والخطيرة لمرضى كوفيد 19. وتتكون الوحدة الميدانية، التي تم تشييدها وتجهيزها في أقل من أسبوع، من 48 سريرا في غرف فردية مجهزة بآلات دعم التنفس وأجهزة مراقبة الوظائف الحيوية، حيث ستخصص لاستقبال المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي تزويدا مباشرا بالأوكسجين. وأشارت المديرة الجهوية للصحة بطنجة-تطوان-الحسيمة، الدكتورة وفاء أجناو، أن الطاقة الاستيعابية لهذه الوحدة ستمكن السلطات الصحية من التكفل بمرضى كوفيد 19 الذين يتوافدون على مستشفيات طنجة في الآونة الأخيرة، مبرزة أن الوحدة مخصصة للتكفل بأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن من الذين يتطلب وضعهم الصحي عناية مركزة. وأضافت المسؤولة أن هذه الوحدة ستخفف الضغط على أقسام الإنعاش التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 73 سريرا، موضحة أن افتتاح الوحدة يروم "ترك أسرة أقسام الإنعاش إلى المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي خدمات الإنعاش". في هذا الإطار، أضافت أنه سيتم في الوحدة الميدانية فرز الحالات، حيث سيتم الاحتفاظ بالحالات التي تحتاج فقط إلى المراقبة الطبية، بينما سيتم نقل الحالات الخطيرة والحرجة إلى أقسام الإنعاش الثلاثة المتواجدة بمدينة طنجة. وأشارت السيدة أجناو إلى أن وحدة العناية المركزة مجهزة بالأوكسجين وكافة الأجهزة التي تمكن من مراقبة المريض والتكفل به على أحسن وجه، مشيرة إلى أن طاقما طبيا وتمريضيا من المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة سيشرف على الوحدة. وخلصت إلى أن هذه الطاقة الاستيعابية الإضافية ستمكن من الاشتغال والتكفل بالمرضى على أحسن وجه، داعية المواطنين إلى ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية باعتبارها أفضل وسيلة للحد من زيادة عدد الحالات، وبالتالي خفض عدد الحالات الحرجة. من جانبه، أبرز مدير مستشفى محمد السادس، منير المراكشي، أن المستشفى تعزز بهذه المصلحة الميدانية المخصصة للتكفل بمرضى كوفيد 19 الذين يتطلب وضعهم الصحي العناية المركزة، موضحا أنها ستستقبل المرضى الذين يحتاجون إلى الأوكسجين. وبعد أن ذكر بأن تجهيز هذه الوحدة تم في ظرف وجيز، أبرز الدكتور المراكشي أن التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية (التباعد الجسدي، لبس الكمامة الواقية …) سيدعم جهود السلطات المحلية والصحية للتصدي للوباء.