أمام تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بمدينة طنجة بشكل كبير، عملت السلطات المختصة على إحداث مركز استشفائي ميداني بالغابة الديبلوماسية، للتكفل بحالات الإصابة بهذا الفيروس، ند مدخل المدينة الجنوبي. وتم تجهيز هذا المركز الاستشفائي بكافة التجهيزات والمرافق الضرورية، للتكفل بالحالات المسجلة على صعيد جهة طنجةتطوانالحسيمة، في أحسن الظروف وتوفير رعاية طبية جيدة. وسجلت مدينة طنجة 3466 إصابة بفيروس كورونا المستجد، منذ تسجيل أول حالة إصابة بالمغرب في 2 مارس الماضي،بسبب ظهور بؤر صناعية ومهنية وعائلية، كما سجلت إصابات في صفوف الأطباء والممرضين. وأكدت وزارة الصحة، مساء اليوم السبت، أن آخر الأرقام المتعلقة بالحالة الوبائية وتطورات عدد الإصابات ب"الفيروس التاجي" داخل المملكة، أوضحت أن جهة تطوانالحسيمة، وجهة فاسمكناس، والدار البيضاءسطات، هي الجهات الأكثر تضررا بوباء كورونا، خلال 24 ساعة الأخيرة. وسجلت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة النسبة الأكبر في عدد الحالات المؤكدة خلال ال24 ساعة الماضية، إلى حدود الساعة السادسة من مساء أمس، السبت 18 يوليوز،، بما مجموعه 92 إصابة جديدة من أصل 289، متبوعة بحهة فاس-مكناس "76 حالة". في هذا السياق، اعتبرت المديرة الجهوية للصحة، بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، وفاء أجناو، خلال زيارة للمركز، أن هذا المستشفى الميداني يعد "خطوة استباقية لرفع الطاقة الاستيعابية السريرية، في مرحلة سجلت فيها حالات إصابة حميدة، ازداد عددها بعد رفع مستوى التحاليل المخبرية بعد افتتاح مختبر أول بطنجة، ثم مختبر ثان بتطوان، ومختبر ثالث بمعهد باستور بطنجة"، موضحة أنه "مع رفع القدرة على إجراء التحاليل تم اكتشاف حالات أكثر". وأضافت المسؤولة أن مركز التكفل بالغابة الدبلوماسية يشكل "نموذجا للعمل المنسق مع كافة المتدخلين، من صحة عمومية وقطاع خاص وهلال أحمر وأطباء عموميين واختصاصيين وسلطات عمومية"، موضحة أن الأمر يتعلق ب "فضاء جميل يشعر المرضى والزوار بالاطمئنان بفضل العناية التي تقدمها فرق المداومة لحفظ صحة المرضى وعزل المخالطين مباشرة بعد اكتشاف الحالات للحد من انتشار الوباء". وأبرزت أن الطاقة الاستيعابية للمركز، المقسم إلى جناحين للرجال والنساء، تصل إلى 700 سرير قابلة للرفع، مذكرة بأن المركز استقبل، منذ افتتاحه، حوالي 1000 حالة إصابة مؤكدة، غادر نصفهم تقريبا بعد شفائهم من فيروس كورونا المستجد. ونوهت أجناو بأن هذه البنية الصحية ساهمت في تسهيل عمليات التكفل بمرضى كورونا وتخفيف الضغط على المستشفيات العمومية للتكفل فقط بحالات الإصابة الحرجة لكوفيد 19، وتحرير أسرة المستشفيات لتقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين بالأمراض الأخرى. من جانبه، سجل عبد الكريم مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، أن هذه الزيارة تأتي في إطار جولات عادية لمسؤولي وزارة الصحة إلى مراكز التكفل بمختلف التراب الوطني لدعم ومواكبة الفرق الطبية، معتبرا أن زيارة طنجة تأتي مع الارتفاع الملاحظ لحالات الإصابة، في العالم وفي المغرب، بعد الشروع في تخفيف الحجر الصحي، ما يقتضي "درجة أكبر من اليقظة ورفع القدرة الاستيعابية". وحث بلفقيه على أهمية "الاطمئنان والثقة في المنظومة الصحية المغربية وضرورة مؤازرة المواطنين لقطاع الصحة من خلال اتباع الاجراءات الوقائية، خاصة لبس القناع الواقي بشكل دائم وسليم، واحترام التباعد الجسدي ومسافة الأمان، لكي يساهم الجميع في إخراج الجهة والمغرب من الجائحة". إلى جانب وزارة الصحة، عبأ الهلال الأحمر المغربي أطره الطبية وشبه الطبية وموارده المادية للمساهمة في جهود التكفل بمرضى كوفيد 19 بالمركز الاستشفائي الميداني بالغابة الدبلوماسية. في هذا السياق، أشار السعلي محمد، المنسق الوطني لبرامج ومشاريع الهلال الأحمر المغربي، إلى أن الهلال الأحمر انخرط بكل متطوعيه، وطنيا وبجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وجند حوالي 120 فردا من الأطباء والممرضين والإداريين وشبكة مصحاته للعمل إلى جنب وزارة الصحة لاحتواء الجائحة، مشددا على أن نجاح هذا العمل "يرتبط أساسا بالتنسيق والتعاون والتشارك الملموس في تدبير المركز الاستشفائي بالغابة الدبلوماسية". في هذا الإطار، اعتبر عبد الإله الكحلون، طبيب مستعجلات بالقطاع الخاص ومستعف بالهلال الأحمر المغربي، أن هذا المركز يعتبر "من أكبر المستشفيات الميدانية للتكفل بمرضى كوفيد 19" بالمغرب، موضحا أن المركز يضم أيضا مستوصفا في عين المكان به 7 أسرة للاستعجالات والتمريض المتقدم، كما تسهر أطقمه على مراقبة أعراض المرضى عن كثب للعمل على نقل الحالات التي قد يتفاقم وضعها الصحي إلى المستشفيات العمومية. ودفعت الأرقام الأخيرة التي سجلت بالمدينة السلطات المحلية إلى تشديد القيود الاحترازية والإجراءات الوقائية ببعض المناطق بمدينة طنجة، عقب تسجيل ظهور بؤر جديدة لوباء كورونا "كوفيد 19" بالمدينة، واتخاذ التدابير اللازمة من أجل تطويقه والحد من انتشاره، مع إبقاء المدينة ضمن منطقة التخفيف الثانية، والتي تخضع لإجراءات اسثتنائية.