منذ تفشي وباء كوفيد 19 بإقليمأزيلال أصبح مستشفى القرب بدمنات نموذجا مرجعيا في مجال التكفل بالمرضى المصابين بالفيروس، وتعزيز الجهود المبذولة من أجل مواجهة هذا الوباء الفتاك على مستوى هذا الإقليم. وكانت وزارة الصحة قد قررت تخصيص مستشفى القرب بدمنات، الذي انطلقت خدماته سنة 2018 بطاقة استيعابية تصل إلى 45 سريرا، لاستقبال الحالات المحتمل إصابتها بكوفيد 19 بإقليمأزيلال، وذلك بهدف مواجهة خطر العدوى بين المصابين بالفيروس والمرضى الآخرين، وحماية الأطر الصحية. ويتميز هذا المستشفى ، الذي أنجزته وزارة الصحة على مساحة تقدر ب30 ألف متر مربع منها 4 آلاف و800 متر مربع مبنية بكلفة إجمالية تناهز 68 مليون درهما، باحتضانه لموارد بشرية مؤهلة تأهيلا عاليا وأطقما طبية متخصصة، وبتوفره على تجهيزات بيو-طبية حديثة وعالية الجودة لاستقبال مرضى جائحة كورونا بإقليمأزيلال، مما أهله ليصبح نموذجا مرجعيا في مكافحة هذا الوباء. استفاد هذا المستشفى من تجهيزات طبية وبيوطبية حديثة تم اقتناؤها من طرف وزارة الصحة بموجب الدعم الاستثنائي لصندوق تدبير جائحة كورونا. وأصبح حاليا بنية صحية مأهلة ومتطورة ستكون مكسبا كبيرا للساكنة في علاج والتعامل مع مختلف الحالات الطبية من غير كورونا. ويتكون هذا المستشفى من مصلحة للطب العام ومصلحة للجراحة العامة ومصلحة لطب الأطفال ومصلحة طب النساء والتوليد ومصلحة للمستعجلات وقاعة الاستيقاظ وقسم للجراحة توجد به قاعتان للجراحة، وقسم للأشعة. كما يتوفر على قاعتين للفحص وقاعة أخرى للفحص بالصدى وفضاء للاستقبال ومختبر مجهز بأحدث التجهيزات وصيدلية وأربع قاعات للفحوصات المتخصصة. وانطلاقا من نهاية شهر مارس الماضي تم تخصيصه من قبل وزارة الصحة لعلاج « فيروس كورونا »، وهي المهمة التي اضطلع بها بشكل متميز. ورغم أن جماعة دمنات شكلت بؤرة وبائية رئيسية بإقليمأزيلال بتسجيلها الى غاية اليوم 51 حالة إصابة بفيروس كوفيد 19 أي ما نسبته 51 في المائة من الحالات الإجمالية بجهة بني ملال-خنيفرة، فإنه لم يتم تسجيل أية حالة وفاة بين هؤلاء الأشخاص، وبذلك شكل هذا المرفق الصحي نموذجا للمؤسسات الصحية العمومية التي تسهر على تقديم خدمات هامة للمواطنين في هذه الفترة الصعبة ، وتعزيز جهود مكافحة كوفيد 19 ، وتحقيق نتائج مشجعة تؤشر على نجاعة وفعالية تدبير هذه المؤسسة لأزمة كورونا. وأوضح المندوب الإقليمي للصحة بأزيلال عادل آيت احدو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه فور تسجيل أول إصابة بكوفيد 19 بقرية أنزو سارعت المندوبية الإقليمية للصحة والسلطات المحلية والمجلس الجماعي لتجهيز هذا المستشفى بالتجهيزات الخاصة بكوفيد 19، وتعبئة قاعات المستشفى وتعقيمها بالكامل وتجنيد الأطر الطبية والتمريضية العاملة به، لاستقبال الحالات المحتمل إصابتها بهذا الوباء من كافة أنحاء إقليمأزيلال في ظروف جيدة. وأشار إلى أن جميع المرافق تم تعزيزها من قبل وزارة الصحة خاصة غرف العزل والإنعاش، إضافة إلى تزويد المستشفى بأسرة للإنعاش وأجهزة تنفس، وتوفير مخزون كاف من الأدوية والمعدات الخاصة بالحماية الشخصية، وتخصيص سيارتي إسعاف مجهزتين علاوة على تثبيت كاميرات بجميع الأجنحة لرعاية الأشخاص المصابين عن كثب ، مما مكن هذا المستشفى من مواصلة عمله حتى الآن في ظروف ملائمة. واعتبر آيت حدو أن هذه النتائج المشجعة التي تحققت تشكل ثمرة انخراط وزارة الصحة والمندوبية الإقليمية للصحة لبني ملال- خنيفرة وكذلك الشركاء الرئيسيين في جهود تطوير مختلف مقومات مواجهة هذا الوباء ، مشيدا بكل الأطراف المعنية ، خصوصا الطاقم الطبي وشبه الطبي وعاملات النظافة ، دون نسيان مساهمة الطب العسكري الذي كان في مقدمة الخط الأمامي للمواجهة. ومن جانبه أوضح رئيس المجلس الإقليميلأزيلال السيد محمد قرشي أن المجلس المنتخب لعب دورا مهما في هذه المعركة حيث رصد اعتمادات مالية تقدر ب2.3 مليون درهم لتمويل العديد من المشاريع المخصصة لمواجهة كوفيد 19، مضيفا أن المجلس قام باقتناء مواد تطهير وتعقيم المدينة في إطار جهود محاربة هذا الوباء بقيمة إجمالية تقدر ب200 ألف درهم، وذلك بتنسيق مع مصالح عمالة أزيلال. وعلى المستوى الاجتماعي ، أشار السيد قرشي إلى مساهمة المجلس ب6 ملايين و500 ألف درهم لاقتناء مواد غذائية استفادت منها ساكنة محتاجة تقدر بأزيد من 24 ألف نسمة على مستوى الإقليم، مضيفا أن المجلس ساهم أيضا في اقتناء قطعة أرضية بمبلغ 9 ملايين و300 ألف لبناء مستشفى إقليمي جديد بمواصفات عالية، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط الذي سيتولى تجهيزه بعدد من المعدات والتجهيزات الطبية. يذكر أن إقليمأزيلال أصبح خاليا من الوباء بعد تعافي الحالات ال51 التي كانت تعالج بمستشفى القرب بدمنات، ومغادرتها هذا المرفق الصحي النموذجي.