حددت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم تاريخ 15 أيار/مايو موعدا لاستئناف منافسات البطولة المحلية المعلقة منذ منتصف آذار/مارس بسبب فيروس كورونا المستجد، بعد موافقة السلطات على عودة المباريات دون جمهور. وأكدت الرابطة هذا الموعد لوكالة « سيد » الرياضية المرتبطة بوكالة فرانس برس. وأفادت صحيفة « بيلد » أن الرابطة أبلغت الأندية بهذا الموعد في رسالة ليل الأربعاء. وأتى ذلك بعد إعلان المستشارة أنغيلا ميركل، إثر اجتماعها مع مسؤولي المقاطعات المحلية ال16، السماح باستئناف النشاط في النصف الثاني من الشهر الحالي، ما سيجعل من ألمانيا أول بطولة وطنية كبرى في أوروبا تستأنف منافسات اللعبة المعلقة بسبب « كوفيد-19 ». وقالت ميركل « يمكن استئناف البوندسليغا (الدرجة الأولى والثانية) في النصف الثاني من أيار/مايو مع احترام القواعد (الصحية) التي تم التوافق عليها ». ورحبت الرابطة المشرفة على الدرجتين الأولى والثانية (18 فريقا في كل منهما) بالخطوة. وقال رئيس الرابطة كريستيان سيفرت « قرار اليوم هو نبأ جيد للبوندسليغا »، واضعا الأندية وأفرادها أمام « المسؤولية الكبيرة » الملقاة على عاتقهم « للالتزام بالقواعد التنظيمية بطريقة منضبطة ». وكانت خطوة السماح بالعودة متوقعة، بموجب مسودة اتفاق للاجتماع اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها صباح الأربعاء. وجاء في المسودة أن إقامة مباريات الدرجتين الأولى والثانية ستكون « من أجل الحد من الاضرار الاقتصادية » للأندية ال36 وهي فكرة « مقبولة » اعتبارا من تاريخ معين، علما بأن الخطوة تأتي في إطار تخفيف واسع على المستوى الوطني، لإجراءات الإغلاق والعزل التي فرضت للحد من تفشي الوباء. وعاودت الأندية ال18 في الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب. وباتت ألمانيا أول دولة من بين البطولات الخمس الكبرى في أوروبا تحدد موعدا لمعاودة نشاطها. وقال حارس المرمى مانويل نوير، قائد بايرن ميونيخ والمنتخب الوطني، إن الدوري الألماني سيكون أمام مسؤولية كبيرة. وأوضح في تصريحات صحافية « الناس سيتطلعون إلينا من دول أوروبية أخرى، من كل أنحاء العالم (…) هذه مسؤولية هائلة علينا، ويجب ان نكون مدركين لها ». وضمن البطولات الكبرى، كانت فرنسا أول دولة تعلن إسدال الستار على بطولتها المحلية وتتويج باريس سان جرمان بطلا لموسم 2019-2020، في حين تأمل إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا في استئناف النشاط لكن ليس قبل حزيران/يونيو. الى ذلك، صدرت اليوم مواقف عدة بشأن استئناف المنافسات محليا في أوروبا، مع تحديد صربيا وكرواتيا تاريخ 30 أيار/مايو، وتركيا تاريخ 12 حزيران/يونيو، علما بأن جزر فارو ستستأنفه في التاسع من أيار/مايو الحالي. في المقابل، خطت بلجيكا خطوة إضافية نحو إنهاء الموسم بشكل مبكر، مع إعلان الحكومة منع إقامة أي نشاط لكرة القدم حتى 31 تموز/يوليو المقبل. ومن المتوقع ان تحسم رابطة الدوري المحلي موقفها خلال جمعية عمومية تعقدها الإثنين المقبل. وتبدو رابطة الدوري الألماني مصممة على إنهاء الموسم في 30 حزيران/يونيو لضمان حصول الأندية على ايرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدر ب300 مليون يورو (325 مليون دولار)، في ظل تقارير تشير الى ان 13 ناديا من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية باتت على شفير الافلاس. كما يرتبط نحو 56 ألف شخص بقطاع كرة القدم، ويعد استئناف نشاطه محوريا بالنسبة إليهم اقتصاديا ومعيشيا. وفي حال خوض المراحل التسع المتبقية من منافسات البوندسليغا، ستتمكن الأندية ال36 من الحصول على إيرادات البث، ما سيخفف من الخسائر المالية المتوقعة جراء توقف يقترب من إتمام شهره الثاني. وكان بايرن ميونيخ بطل المواسم السبعة الماضية، يتصدر ترتيب البوندسليغا عند توقف المنافسات قبل المرحلة السادسة والعشرين (من أصل 34)، متقدما بفارق أربع نقاط عن منافسه المباشر بوروسيا دورتموند. وأكد الرئيس التنفيذي لبايرن كارل هاينتس-رومينيغه ان النادي البافاري « يتطلع قدما للتمكن من استئناف اللعب ». أما نظيره في دورتموند هانز يواكيم-فاتسكه فأعرب عن سروره « لأن الناس في ألمانيا تصرفوا بطريقة مذهلة ساهمت في احتواء تفشي الوباء ». وأعلنت الرابطة الشهر الماضي استعدادها لاستئناف المباريات بدءا من التاسع من أيار/مايو. وحظيت الرابطة الثلاثاء بدعم وزير الصحة ينز سباهن الذي أيد مخططها لاستئناف الموسم، معتبرا أنه قد يشكل « نموذجا للرياضات المحترفة الأخرى. لكن علينا أن نرى كيف ستسير الأمور ». ولم يتأثر مخطط استئناف الموسم باكتشاف 10 حالات إيجابية ضمن الجولة الأولى لفحوص كشف الإصابة ب »كوفيد-19″ في صفوف أندية البوندسليغا. وكشفت الرابطة الإثنين أنه من أصل 1724 فحصا تم إجراؤها في الأندية ال36، جاءت 10 إيجابية. وفي حين لم تحدد الرابطة هذه الحالات، كشف كولن تسجيل ثلاث حالات في صفوفه بينها اثنتان للاعبين، بينما تحدثت تقارير صحافية عن حالتين في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ إحداهما للاعب، وحالة في صفوف درسدن من الدرجة الثانية. ووضعت الرابطة بروتوكولا صحيا صارما للمباريات، اذ سيسمح بتواجد 300 شخص خلالها، وإقامة مناطق لتحاشي التخالط بين الاشخاص على الشكل التالي: « أرضية الملعب »، « المنصة »، والمنطقة « الخارجية ». وستفرض على اللاعبين إجراءات للوقاية، تشمل منع المصافحة والصور الجماعية لكل فريق. كما سيتم ترك أماكن فارغة بين اللاعبين على مقاعد البدلاء. كما تطال التمارين والتنقل وشروط الإقامة. وتشمل الإجراءات اختبارات دورية في جميع الأندية ال36. وتوقفت كرة القدم المحلية، مثلها مثل غالبية النشاطات الرياضية حول العالم، منذ منتصف آذار/مارس الماضي، مع تفشي وباء « كوفيد-19 » الذي تخطى عدد وفياته 257 ألف شخص حتى صباح الأربعاء. لكن ألمانيا بقيت من الدول الكبرى الأقل تأثرا بالوباء على صعيد الوفيات، لاسيما بالمقارنة مع دول البطولات الوطنية الكبرى الأخرى في القارة العجوز.