Getty Images المباراة الأخيرة في الدوري الألماني، بوروسيا مونشنجلادباخ ضد كولونيا في 11 مارس، لعبت خلف أبواب مغلقة على الرغم من توقف كرة القدم في جميع أنحاء العالم بسبب تفشي وباء كورونا وتعليق جميع البطولات الكبرى، يبدو الدوري الألماني حريصا على استئناف فعالياته مع وجود خطط لإقامة مباريات بلا جمهور في مايو/أيار. وبرزت ألمانيا بطريقة تعاملها مع الوباء، وأدى اعتمادها على إجراء اختبارات مكثفة منذ وقت مبكر إلى عدد وفيات أقل مقارنة مع الدول الأكثر تضرراً بالفيروس. ويبدو أن اتحاد كرة القدم المسؤول عن دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (البوندسليغا) ودوري الدرجة الثانية عاقد العزم على إنهاء الموسم الحالي. فقد اجتمعت الأندية ال36 المحترفة يوم الخميس لمناقشة استئناف الموسم الشهر المقبل. ومع ذلك، ستواجه الجهات المسؤولة عن كرة القدم الألمانية تساؤلات مهمة قبل أن تحصل على الضوء الأخضر لاستئناف المباريات خلف أبواب مغلقة. وقال كريستيان سيفرت، الرئيس التنفيذي لرابطة كرة القدم، يوم الخميس "إذا كنا سنبدأ في 9 مايو/أيار، فنحن مستعدون. وإذا كان ذلك في وقت لاحق، فسنستعد مرة أخرى". وأضاف: "بالنسبة لنا، الأمر الحاسم هو ما سيقرره السياسيون. ليس لنا أن نقرر متى". وأشار إلى أنهم لا يفضلون إقامة مباريات بدون جمهور، "لكن في الوقت الحالي هو الشيء الوحيد الذي يبدو ممكناً". إذاً، ما هي التحديات التي يواجهونها وكيف يخططون للتعامل معها. موقف الحكومة الألمانية قرّرت ألمانيا مؤخراً حظر الفعاليات الكبيرة حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول، على الأقل. ولذا، من المستبعد استئناف المباريات أمام الجمهور حتى الموسم المقبل. والطريقة الوحيدة للتغلب على ذلك، هي تنظيم مباريات بدون جمهور، بمشاركة اللاعبين والمدربين والأطباء والحكام والموظفين في أرض الملعب والفنيين وضباط السلامة وموظفي الإنتاج التلفزيوني وموظفي تقنية حكم الفيديو المساعد. ويقدر مسؤولو الدوري أنه سيوجد ما يصل إلى 300 شخص في كل مباراة. وفي ألمانيا، تحدد الولايات الفيدرالية ال16، الحد الأقصى لعدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمعات العامة وسيتم اتخاذ قرار بشأن هذا العدد بحلول نهاية أبريل/نيسان. ويمكن للحكومات أن توقف أي خطط للاتحاد الألماني لكرة القدم، لكنّها تدرك الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها الأندية ودوريات كرة القدم ومن المتوقع أن تمنح الأندية ما يتمنوه. وقال رئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس سودر، في برنامج حواري عبر الإنترنت استضافته صحيفة بيلد الألمانية: "عطلة نهاية الأسبوع مع كرة القدم يمكن تحملها أكثر بكثير من عطلة نهاية الأسبوع خالية من كرة القدم. لهذا السبب يمكنني أن أتصور إقامة مباريات خلف أبواب مغلقة". وقال كل من سودر ورئيس وزراء ولاية شمال الراين - وستفاليا، أرمين لاشيت، إنهما يعتقدان أنه من الممكن أن يستأنف البوندسليغا في 9 مايو/أيار. وسارع سودر ولاشيت في توضيح موقفهما، مع معرفتهما أن الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات الستة عشرة ستجتمع في 30 أبريل/نيسان، مع احتمال السماح بإجراء مباريات كرة قدم في الأشهر المقبلة. مطلوب 20 ألف اختبار وتطرح إقامة مباريات كرة قدم احترافية حتى مع وجود عدد من الأشخاص يقدر ببضع المئات تحدياً لوجستياً. وقبل أسابيع قليلة، شكل الدوري الألماني لكرة القدم فريق عمل لتحديد البروتوكولات الطبية والنظافة اللازمة. ووفقاً لخطط فريق العمل، سيتم تقسيم الملاعب إلى ثلاث مناطق. وسيوجد 100 شخص كحد أقصى في كل قسم من هذه الأقسام. وينتمي القسم الداخلي للاعبين ال22 واللاعبين ال 18 في مقاعد البدلاء ولخمسة حكام وحوالي 53 شخصاً آخرين. وتعتبر المدرجات القسم الثاني، أما المنطقة المحيطة بالملعب مباشرة فتشكل القسم الثالث. وتتضمن الخطط أيضاً اختباراً دورياً للاعبين والمدربين بين الدورات التدريبية وقبل كل مباراة. ويقدر اخصائي الكيمياء الحيوية ألكسندر كيكولي، من جامعة مارتن لوثر في هاله، أن الدوري سيحتاج إلى ما يصل إلى 20000 اختبار كشف للفيروس وإجراءات تنظيمية استثنائية. وقال: "يجب حماية اللاعبين بموجب قواعد أمان محددة لمنع العدوى، لأنهم غير قادرين على تجنب الاتصال على أرض الملعب". وقد يؤدي الاختبار المنتظم إلى حدوث نوع من الفوضى من وجهة نظر عملية، لأنه من المستحيل معرفة ما إذا كان اللاعب مصاباً بالفعل عندما يدخل إلى الملعب. ويقول عالم الأوبئة من جامعة توبينغن، مارتن إيتشنر: "يستغرق الأمر يومين قبل أن تبدأ نتيجة اختبار الشخص المصاب بالفيروس بالظهور وبيان إنها إيجابية". ويرفض إيتشنر اختبارات الكشف التي تظهر نتائجها بوقت أسرع لأنها ليست موثوقة بالكامل حتى الآن. وأعرب آخرون عن مخاوف بشأن الآثار الأخلاقية لإجراء هذه الكمية من الاختبارات للاعبي كرة القدم. وقال كارل لوتيرباخ وهو الخبير الصحي بالحزب الاشتراكي الديموقراطي مؤخراً: "ستكون هناك حاجة إلى عشرات الآلاف من الاختبارات". ويجادل الدوري الألماني لكرة القدم بشأن هذه المخاوف. وذكرت اللجنة التنفيذية في بيان صحفي يوم الثلاثاء أن "أي افتراض بأن الاختبار المستمر المحتمل سيؤدي إلى نقص في الإمدادات لعامة الناس يتجاهل الحقائق. وقد زادت إمكانية إجراء الاختبارات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة". ويتوفر حالياً 640 ألف اختبار في الأسبوع في ألمانيا. ويتطلب البوندسليغا ودوري الدرجة الثانية حوالي 0.5٪ فقط من هذه الاختبارات. أندية تواجه الإفلاس ومع أنّ ردود الفعل السياسية والانتقادات من مجموعات المشجعين المؤثرين أمر لا مفر منه، أشار العديد من مسؤولي الأندية إلى أنهم يريدون المضي قدماً في خططهم الحالية. ويقولون إن استمرار الموسم، حتى من دون جمهور في المدرجات، هو السبيل الوحيد لضمان بقاء كرة القدم للمحترفين في ألمانيا. وفقًا لتقرير داخلي للدوري من أواخر مارس/آذار، يواجه 13 ناديا على الأقل من أصل 36 من البوندسليغا ودوري الدرجة الثانية خطر الإفلاس بحلول مايو/أيار أو يونيو/حزيران، في حال لم يستأنف الموسم قريباً. وقد ضمنت 12 من هذه الأندية ال 13 الدفعة الرابعة والأخيرة من أموال حقوق البث التلفزيوني لهذا الموسم للدائنين. ومع ذلك، فإن أصحاب حقوق البث التلفزيوني الرئيسيين لم يدفعوا هذا القسط البالغ حوالى 304 مليون يورو. وتعادل المباريات التسعة المتبقية ربع كلفة الموسم الذي تساوي الدفعة الرابعة. المحافظة على التباعد خلال التدريب وتحاول الفرق في هذه الأثناء مواجهة الأزمة الحالية. وعاد معظم اللاعبين إلى التدريب. وعاد بايرن ميونخ متصدر البوندسليغا، إلى التدريب في 6 أبريل/نيسان، حيث يتدرب لاعبوه في مجموعات صغيرة ويحافظون على المسافة في جميع الأوقات. كما عاد آر بي ليبزيغ الى التدريب في 2 أبريل/نيسان، بينما بدأ بروسيا دورتموند في التدريبات الفردية قبل يومين. وأرسل الاتحاد الألماني لكرة القدم هذا الأسبوع إلى أنديته ورقة تتضمن 31 تعليماً يجب اتباعهم خلال الدورات التدريبية. ومن بينها أنه يتعين على الأندية ترتيب مراكز لاختبار فيروس كورونا للاعبين والموظفين الذين يعانون من الأعراض. ويُسمح باستخدام غرف الخزانة فقط إذا دخل اللاعبون في مجموعات صغيرة وأبقوا على مسافة مترين بين بعضهم البعض. أما تناول الطعام الجماعية للفريق فهي ممنوعة بشكل تام. وتعد الأندية باتباع هذه القواعد على أمل أن تتمكن من العودة إلى أرض الملعب وإنهاء الموسم.