دعا مالك نادي برايتون توني بلوم إلى إلغاء الهبوط إلى الدرجة الأولى في حال عدم التمكن من إنهاء منافسات موسم 2019 – 2020 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بسبب فيروس كورونا المستجد. وعلقت منافسات البطولة في إنجلترا، كغيرها من غالبية البطولات والمسابقات في أوروبا والعالم، بسبب تفشي «كوفيد – 19» الذي تسبب حتى صباح أمس بوفاة أكثر من 160 ألف شخص. ولا يزال من الصعوبة بمكان تحديد أي موعد محتمل لاستئناف المباريات، نظراً لارتباط ذلك بتطورات الوضع الصحي محلياً وعالمياً. لكن أندية الدوري الممتاز أكدت هذا الأسبوع التزامها بإنهاء الموسم الحالي، على رغم أن ممثليها الذين عقدوا اجتماعاً عبر تقنية الاتصال بالفيديو الجمعة، لم يتطرقوا إلى تاريخ 30 يونيو كموعد أقصى لإنهائه، كما كانت التقارير الصحافية ترجح في الآونة الأخيرة. وعلقت منافسات البريميرليغ بعد المرحلة التاسعة والعشرين (من أصل 38)، وكان برايتون يحتل المركز الخامس عشر برصيد 29 نقطة، بفارق نقطتين عن بورنموث الثامن عشر وصاحب أول مراكز الهبوط الثلاثة. وقال بلوم: «لا أرى وضعاً، في حال عدم استكمال الموسم، يمكن فيه هبوط الفرق على قاعدة النقاط بحسب المباريات، لن يكون مفهوماً أن يهبط فريق لم يتح له إنهاء الموسم، بسبب 0.2 نقطة بموجب هذا النظام (باحتساب فارق النقطتين اللتين تفصلان صاحب أول مراكز الهبوط عن مراكز الأمان، مقسوماً على المباريات التسع المتبقية من الموسم)، وأيضاً لأن ذلك لا يأخذ في الاعتبار قوة الفريق الذي لم تلعب ضده». وتحتل أندية بورنموث وأستون فيلا ونوريتش المراكز الثلاثة الأخيرة في ترتيب الدوري الممتاز، والمؤدية للهبوط إلى الدرجة الإنجليزية الأولى (الثانية عملياً). ورأى بلوم أن تتويج ليفربول بطلاً (يتصدر حالياً بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي) أو تأهيل أندية المقدمة بحسب مراكزها إلى المسابقات الأوروبية في الموسم المقبل قد يكون مفهوماً «لكن لا أرى كيف يمكن لأي كان أن يصوت لصالح هبوط الفرق. بكل صراحة أنا لا أرى ذلك». على صعيد متصل، شدد الرئيس التنفيذي للنادي بول باربر على أن أندية الدوري الممتاز لم تبحث بأي شكل من الأشكال في اجتماعها الجمعة، اعتبار الموسم الحالي «باطلاً ولاغياً». وقال باربر رداً على سؤال لشبكة «سكاي» المالكة لحقوق بث الدوري الممتاز، عما إذا كان إلغاء الموسم قد تم طرحه، «كلا، لم يحصل ذلك». وأضاف: «من وجهة نظر الجميع، وكما قلت مراراً قبل هذه الأزمة، نبدأ الموسم مع رغبة خوض 38 مباراة، ونريد أن نقوم بذلك من خلال 19 مباراة على أرضنا و19 مباراة خارجها». وتابع: «بشكل مثالي، نريد أن نعاود خوض المباريات بالظروف نفسها في ظل حضور جماهيري كامل. أعتقد أنه بسبب ما نواجهه جراء الوباء، علينا أن نتقبل أنه مهما حصل، نهاية الموسم هذا لن تكون مثالية»، مشدداً على أن المعنيين باللعبة يدركون «أنه من غير المناسب أن نتحدث كثيراً عن كرة القدم في حين أن ما بين 700 و800 شخص يخسرون حياتهم يومياً» بسبب «كوفيد – 19» في إنجلترا. وأحصت المملكة المتحدة السبت 888 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد في المستشفيات، مما رفع الحصيلة الإجمالية في البلاد إلى نحو 15500 ألف شخص حتى أمس. لكن باربر شدد على أن «كرة القدم مهمة أيضاً بالنسبة إلينا لأنها صناعتنا، لكن في الوقت عينه نحن ندرك أهمية القيام بذلك (معاودة اللعب) في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة عندما يصبح ذلك آمناً». وقال رئيس النادي إن الجميع يتكهن بشأن التوقيت، ونحن نحاول التوصل إلى يقين ما في ظل وضع غير معروف لكن أعتقد، بادئ ذي بدء، أن الجميع مصمم على إنهاء الموسم»، معتبراً أن المطلوب هو «إيجاد توازن بين الرغبة بإنهاء الموسم، وعدم تهديد كل الجهود التي تبذلها الحكومة لإبقاء الكل سالمين». والحال في إنجلترا لا يختلف عن بقية الدول الأوروبية الأخرى التي توقف فيها النشاط الكروي وبخاصة دول البطولات المحلية الكبرى، إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا وفرنسا منذ أكثر من شهر. لكن رابطة الدوري الممتاز أكدت مراراً وتكراراً أن هدفها إنهاء الموسم بإقامة المباريات ال92 المتبقية، (تسع مباريات لكل فريق من الأندية العشرين في الدوري الإنجليزي)، في غضون 40 يوماً. وأشارت تقارير إلى الأندية تبلغت ضرورة إنهاء الموسم المحلي بحلول 31 يوليو ، على أن يبدأ موسم 2020 – 2021 بحلول الأسبوع الأول من سبتمبر على أبعد تقدير. وأفاد بيان لرابطة الدوري الممتاز أنه يجري العمل على عدد من السيناريوهات المعقدة، مع مخاوف من أن الفشل في إنهاء الموسم قد يكلف الدوري أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار). وفي إسبانيا أكد رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس الأسبوع الماضي عن إمكانية استئناف الموسم الشهر المقبل، لكن تصريحاته أتت قبل قرار السلطات السبت تمديد الإغلاق أسبوعين حتى التاسع من مايو (أيار). وأكد تيباس أنه لا يمكن للفرق معاودة تمارينها إلا بعد انتهاء حالة الطوارئ في البلاد، لكنه كان مصمماً على أن إلغاء الموسم «ليس خياراً» نظراً إلى التداعيات المالية الهائلة التي ستطال الأندية بسبب توقف المداخيل. وقدر تيباس أن الإلغاء سيكلف الأندية قرابة مليار يورو (1.08 مليار دولار)، محدداً ثلاثة مواعيد ممكنة لاستئناف الدوري هي 28 – 29 مايو، و6 – 7 يونيو و28 – 29 يونيو. ومن المتوقع أن تقام المباريات بغياب الجمهور، أقله في المراحل الأولى بعد العودة، وحتى أن بعض الفرق تواجه احتمال اللعب خارج أرضها بسبب أعمال بناء مجدولة في منشآتها. واقترح الاتحاد الإسباني للعبة الترتيب الحالي للفرق لتحديد أي منها سيشارك في المسابقتين القاريتين الموسم المقبل في حال إلغاء البطولة نهائياً، لكن رابطة الدوري والاتحاد الأوروبي لم يعطيا موافقتهما على الخطة. قال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إن الدوري قد يستأنف «في أواخر مايو، أو أوائل يونيو»، معتبراً أن أولئك الذين يدعون إلى إلغاء الموسم «لا يحبون كرة القدم أو الإيطاليين». واعتبر رئيس الاتحاد غابرييل غرافينا أن الفرق بحاجة إلى ثلاثة أسابيع لتحضير لاعبيها من أجل استئناف الموسم بعد رفع إجراءات الإغلاق والحجر الذاتي المقرر مبدئياً في الرابع من مايو. وأشار إلى أنه «ستكون هناك فترة مراقبة لضمان خلو جميع المشاركين من الفيروس. وإذا كانوا جميعهم سلبيين، فلا توجد مشكلة في مسألتي التباعد الاجتماعي أو انتقال العدوى». لكن مسؤولين صحيين حذروا من استئناف الدوري الشهر المقبل. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، انضم بريشيا وتورينو إلى لائحة الأندية المعارضة علناً لاستئناف الدوري الذي تتبقى 12 مرحلة على نهايته، مع ثماني مباريات مؤجلة من مراحل سابقة، مما يعزز فرضية عدم التمكن من إنهاء الموسم قبل أواخر يوليو. أما رابطة الدوري الألماني لكرة القدم فدعت إلى اجتماع عبر الفيديو الخميس المقبل بمشاركة الأندية ال36 للدرجتين الأولى والثانية، وذلك لمناقشة إمكانية استئناف المباريات في أوائل مايو من دون جمهور. وعاد اللاعبون إلى التمارين مع الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، وإذا أعطت السلطات الصحية الضوء الأخضر، قد يكون ال«بوندسليغا» أول دوري أوروبي كبير يعاود نشاطه. لكن هناك جدل حول توفر ما يكفي من الاختبارات لكشف «كوفيد – 19» والحفاظ على سلامة اللاعبين. وفي ظل حظر التجمعات العامة حتى 31 أغسطس (آب)، تتعزز فرضية أن تقام المباريات من دون جمهور، على أن تجري الأندية اختبارات للاعبيها والمدربين والموظفين كل ثلاثة أو أربعة أيام، ويوضع في الحجر الصحي من تثبت إصابته بالفيروس وليس الفريق بأكمله، مع أمل بإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو. ويحظى هذا التاريخ بأهمية كبيرة لأنه سيضمن قرابة 300 مليون يورو (326 مليون دولار) من عائدات النقل التلفزيوني وحدها، مما قد ينقذ بعض الأندية من خطر الإفلاس. تركز الأندية الفرنسية على إمكانية استئناف اللعب وإنهاء الموسم بحلول أواخر يوليو، وذلك على رغم قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تمديد الإغلاق حتى 11 مايو وحظر التجمعات حتى منتصف يوليو. واستناداً إلى ذلك، لن تتمكن الفرق من العودة إلى التمارين قبل 11 مايو على أقل تقدير (المهلة قابلة للتمديد بحال ارتأت السلطات الصحية ذلك)، مع سيناريو محتمل بأن يستأنف الدوري في يونيو خلف أبواب موصدة. وتبقى هناك عشر مراحل على نهاية الموسم من أصل 38.