ما جرى أمسِ من تظاهر في الشارع ليلا في ثلاث مدن ببلادنا لا يمكن أن يمر مرور الكرام. إنه عصيان ويجب أن يعامل كذلك. أي بحزم شديد. بدون مبالغة. قياسا لما نراه في بلدان أخرى، نحن في حالة حرب. قد تطول أو تقصر. لكن الآن ونحن نتحدث: نحن في حالة حرب. هناك حقيقة أخرى وهي أن تدبير السلطات للكارثة لحد الساعة موفق. لكن في تدبير هذا العصيان يجب التفريق بين المحرضين والمنساقين. الحقيقة أن جمهرة من ينساقون في هذه التظاهرات هم من الأوساط الهشة اجتماعيا، أي ممن قوت يومهم لا يتأتى إلا من كدح يومهم. واستجابتُهم لدعوات التعصب والحقد والكراهية المؤسسة دينيا، ليست اصطفافا وراء استراتيجيات الإسلام السياسي بأي لون تخفَّى، بل هي نوع من التعبير عن نفاذ الصبر. لكن لسنا اليوم في معرض التعبير عن نفاذ الصبر بأي شكل. نحن الآن في معرض الحفاظ على حياتنا وحياة بعضنا البعض وعلى بلدنا. ولذلك يجب أن نصبر لأسابيع ولو في ظروف صعبة، حتى لا نجد أنفسنا في ظروف أصعب لسنوات طويلة، حيث لا ينفع صبر… نقطة أخيرة: كل ذي صوت أو مؤسسة أو حزب أو جمعية يجب أن يقول رأيه في ما جرى بالأمس، نهارا جهارا. تعبير كل هؤلاء عن رأيهم وموقفهم في هذا الموضوع مطلوب بل ضروري. والاصطفاف كذلك. لا مجال للبين بين. وعلى كل فذاكرتنا جميعا تسجل.