برز نقاد ومخرجون مغاربة، اليوم السبت بطنجة، أهمية السيناريو في العملية السينمائية باعتباره عنصرا أساسيا وأوليا ينطلق منه مشروع الفيلم، داعين إلى تطويره من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لمجال كتابة السيناريو والابتعاد عن المواضيع والأفكار المستهلكة. وتطرق السينمائيون المشاركون في مائدة مستديرة نظمتها الجمعية المغربية لنقاد السينما ضمن فعاليات الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة حول موضوع: "إلى أين تسير السينما المغربية : إشكالية الإبداع"، إلى مسألة الإبداع في السينما المغربية خاصة الجانب المتعلق بكتابة السيناريو، مؤكدين على أن كاتب السيناريو يجب أن يتوفر على الموهبة والخيال الواسعين ليقدم عملا إبداعيا يكون البناء الدرامي فيه متوازنا وسليما ويسهل بالتالي تحويله إلى فيلم متميز. وأبرزوا في هذا الإطار أن المشكل الأساسي الملحوظ على مستوى كتابة السيناريو يتمثل في الوقوع في فخ النمطية، حيث تعرض على المخرجين أحيانا سيناريوهات تفتقد للإبداع والتنوع، وتكون بمثابة نسخة لما أنتج من قبل سواء من حيث الأفكار أو الشكل، وأيضا على مستوى القصة والشخصيات، وبالتالي تكون غير مقنعة. واعتبروا، في هذا الصدد، أن هذه النمطية تفقد جوهر الإبداع لأنها تعاني من السطحية وتفتقر إلى العمق والمهنية والتناسق. من جهة أخرى، اعتبر السينمائيون أن كتابة السيناريو لها معايير وقواعد يجب احترامها، من بينها الكتابة وإعادة الكتابة، والتي يجب أن تتم أحيانا عبر عمل جماعي ومع متخصصين ضمن ورشات للكتابة، مشيرين إلى أن هذه القواعد الصارمة لكتابة السيناريو تبقى ضرورية رغم تمرد بعض السينمائيين عليها لأنهم يعتبرونها مقيدة للإبداع. وأكد المشاركون على ضرورة الملاحظة والبحث والتفكير والمناقشة خلال مراحل إنجاز الفيلم سواء تعلق الأمر بالسيناريو أو الإخرج أو أي عنصر من عناصر العملية الإبداعية من أجل تقديم عمل في مستوى جيد يلقى صدى لدى المشاهد، ويتم ذلك من خلال تحويل المشاعر والأفكار إلى أفعال وأحداث يمكن مشاهدتها في قالب فني بأسلوب متميز.