فوجئ اتحاد الناشرين المغاربة بإقصائه من مشاورات تمثيلية المغرب في معرض بروكسيل للكتاب، الذي سيجري بين الخامس والثامن من مارس المقبل، وسيحل المغرب ضيف شرفٍ عليه. واستنكر رئيس الاتحاد، عبد الجليل ناظم، نزوع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، لإقصاء الناشرين من مشاورات التمثيلية المغربية في المعرض، موضحاً أن الوزارة استفردت باختيار ممثل واحدٍ للمغرب في المعرض، « يمثل بوضوح النشر الفرنكفوني »، على حد قوله. مضيفاً أنه لا مشكلة لديه مع النشر باللغة الفرنسية، إلا أنه يرفض إقصاء بقية الأطراف والمساس بالتعددية التي تطبع مشهد الكتاب في المغرب. وجرت العادة طوال العقدين الماضيين أن يختار الناشرون من يمثلهم في المعارض بالتناوب وفي إطار تنظيماتهم، ومن خلال لقاءات تشاورية تعقد بينهم وبين الوزارة الوصية على القطاع. وانتقد ناظم تأخر دعوة الوزارة للمشاركة في المعرض، وضرب الأخيرة بعرض الحائط كل مقترحات الناشرين، وكذا استئثارها باختيار التمثيلية المغربية بمعايير غير مفهومة. متخوفاً من أن يكون الإقصاء في صلب توجهها الجديد، لاسيما أن الوزير المُعَين حديثاً على رأسها، حسن عبيابة، لم يلتقِ الناشرين منذ تعيينه رغم كل دعواتهم لذلك. من جِهته فضَّل حميد المرادي، مدير دار التوحيدي، عدم تصنيف الناشرين بناءً على لغة النشر، بل ثمة « ناشرون حقيقيون بجميع اللغات، وآخرون ريعيون من بقايا العهد القديم، يستفيدون من العلاقات الزبونية والشبكية ومن التعليمات عبر الهاتف »، على حد تعبيره. ودعا الناشر نفسه الوزارة إلى مراعاة تمثيلية الناشرين، ووضع حد لسياسة « التعليمات عبر الهاتف »، وعدم التراجع عما تحقق من مكتسباتٍ للكتاب المغربي منذ تأسيس الاتحاد، تحاول جهات مُعينة الإجهاز عليها. رئيس اتحاد الناشرين تأسف لهذا الواقع الذي يضاعف محنة الكتاب المغربي، والذي يشكو أساساً من الهشاشة وتعترضه الكثير من العقبات، « التي لا تقبل خوض مثل هذه المعارك »، بل تستدعي على النقيض من ذلك مزيداً من الانفتاح والحوار وإشراك جميع الفاعلين بدل إقصائهم.