أصدرت أكاديمية المملكة المغربية، حديثا، كتاب « دليل الأنشطة .. إنجازات متواصلة »، الذي يوثق للإنجازات التي أشرف عليها أعضاء الأكاديمية، في الفترة ما بين 2015 و2019، بالتعاون مع أمين سرها الدائم السيد عبد الجليل لحجمري. وإضافة إلى التقديم، يتضمن هذا الكتاب، الذي يقع في 187 صفحة من الحجم الكبير، 17 محورا تتناول مختلف الأنشطة التي أشرفت أكاديمية المملكة المغربية على تنظيمها، من قبيل الدورات والندوات والورشات التكوينية والاحتفالات الثقافية، التي تدارست حقولا معرفية مختلفة كالقضايا الإسلامية والفلسفية والحوار الديني وغيرها من القضايا التي تروم ترسيخ قيم المواطنة والتنمية والمعرفة المنفتحة على الفضاءات العلمية والثقافية المرموقة للولوج إلى مجتمع المعرفة. وتوزعت المحاور على « الدورات » و »الندوات » و »المحاضرات » و »الاحتفاليات » « وأحاديث الخميس والإجتماعات » و »مساهمة الأكاديمية في إشعاع إفريقيا من العاصمة » وكذا « إسهامات الأكاديمية في الكوب 22 ». كما همت « التكريمات » و »الإصدارات » « والدعم المادي والفني » و »معارض الكتب » « والاتفاقيات ومذكرات التفاهم » و »الزيارات الدبلوماسية » « وتدبير المرحلة الإنتقالية » و »تعميق تكوين طلبة الماستر والدكتوراه »، إلى جانب « أنشطة الأكاديمية في الفضاء الإعلامي ». وأكد مقرر أكاديمية المملكة، مصطفى الزباخ، في تقديم الكتاب، أن أكاديمية المملكة دشنت بهذه الأنشطة محطة مضيئة جديدة، في معالجتها للانشغالات الفكرية التي تجيب عن الأسئلة الحضارية القلقة التي أنتجتها المتغيرات المتسارعة، من قبيل « كيف نصبح حداثيين وأصلاء في الوقت نفسه ؟ وما هي أقوم السبل لبناء جسور الفهم والتفاهم بين الثقافات والأديان ؟ وكيف يقرأنا وكيف نقرأه ؟ ». وأوضح الزباخ أن هذه التساؤلات « كانت عماد التخطيط الإستراتيجي للمشاريع والأنشطة التي نفذتها الأكاديمية، بهدف الإسهام مع المؤسسات الوطنية والدولية المتعاونة ذات الاهتمام المشترك في صناعة مستقبل ثقافي مستنير، والتعريف بالعطاءات الثقافية المتميزة المستمدة من تراثنا ولدى قمم شامخة من مفكرينا وعطاءات مفكري الثقافات الأخرى ». وأضاف أن الأكاديمية فتحت أوراشا توعوية تهم تراث فن الملحون، باعتباره ديوان المغاربة، لفائدة أشياخه من الباحثين والشعراء المنشدين، واستقبلت التلاميذ والطلبة والموظفين وفئات من المجتمع المدني سعيا منها لتعميم الفائدة، وإشراكا للشباب في مساءلة القضايا إرواء لظمئهم المعرفي باعتبارهم « رأسمال مستقبلنا »، وإيمانا من الأكاديمية بأن إشراك الجميع في عالم المعرفة هو المدخل الأساسي لصناعة المستقبل. وأبرز مقرر أكاديمية المملكة أن المحاضرات التي تحتضنها المؤسسة هي وليدة رؤية استراتيجية مستقبلية ترى في النهضات ثمرة خبرات الأعراق والأجناس كافة، ومشاركة النخب الفكرية المضيئة في مختلف المجتمعات، حيث شارك في محاضرات الأكاديمية خبراء ومفكرون من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا في إطار « حوار الثقافات » و »تحالف الحضارات » للاستفادة من مناهج التفكير في مجتمع المعرفة العربية والغربية. ونوه الزباخ بالرؤية الشمولية التي بنت من خلالها أكاديمية المملكة جسورا للتعاون حول القضايا الوطنية والإنسانية المشتركة مع وزارة الثقافة والاتصال، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والمحكمة الدستورية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومعهد العالم العربي بباريس، والأكاديمية الفرنسية، والأكاديمية البرتغالية وكوليج دوفرانس. وخلص مقرر أكاديمية المملكة إلى أن هذه المرحلة الزاخرة بالأنشطة والمشاريع الثقافية الغنية من حيث عددها وقضاياها تعد منعطفا جديدا في مسار الإنجاز العلمي للأكاديمية، مما جعل الإهتمام الإعلامي بها يتعاظم في المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية داخل المغرب وخارجه، مما عمق الرغبة لدى ممثلي الهيئات الدبلوماسية والمنظمات والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية لزيارة الأكاديمية، تقديرا للأدوار الفكرية المبدعة التي تقوم بها.