أعلن، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، عن الانطلاقة الرسمية للنسخة الرابعة للحملة التحسيسية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي برسم الموسم الدراسي 2019/ 2020 بالمؤسسات التابعة لمديرية عمالة مقاطعة عين الشق. وبهذه المناسبة، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق ندوة علمية، احتضنها الثانوية الإعدادية لحسن ويدار، تحت شعار « بدون عنف نبني مدرسة مواطنة دامجة »، تناولت بالخصوص موضوع العنف بالوسط المدرسي وتمظهرات العديدة ،و سبل معالجة هذه الظاهرة والتصدي لها من خلال الدفع بالإصلاح التربوي المنشود. وأوضحت المديرة الإقليمية للوزارة، السيدة بشرى أعرف، في كلمة بالمناسبة أن الندوة تروم أساسا العمل على إغناء النقاش الوطني وتعميقه حول هذه الظاهرة التي أصبحت تؤثر سلبا على المناخ والسير الطبيعي للدراسة وذلك عبر تبني مقاربة شمولية وتربوية واجتماعية ونفسية وشرعية. وأضافت أن هذا اللقاء، الذي أصبح تقليدا سنويا تلتزم به المديرية الإقليمية كفاعل ومؤطر للعملية التربوية من أجل ترسيخ قيم المواطنة والقيم الكونية في المنظومة التربوية في ظل تنامي ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية ومحيطها، يأتي في إطار تنزيل الإستراتيجية القطاعية المندمجة التي أعدتها الوزارة وذلك بتنسيق مع المرصد الوطني لحقوق الطفل وعدد من القطاعات الحكومية بدعم على الخصوص من اليونسيف ،وذلك بهدف تخليق المؤسسات التعليمية ونشر ثقافة السلم ،بالإضافة إلى تبني مقاربة وقائية من العنف داخل وخارج المؤسسات التعليمية. كما تأتي هذه الندوة، تضيف المديرة، في سياق مواصلة المديرية الإقليمية تنزيل للحملات التحسيسية لمناهضة العنف بمعية كافة الأطراف المعنية وشركائها من ممثلي المؤسسات التعليمية وجمعيات أباء وأمهات التلاميذ والنقابات التعليمية والقطاعات الحكومية. ومن جهته، دعا الأستاذ الباحث ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق – جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عبد القادر أزداد، في مداخلته المعنونة « العنف بالوسط المدرسي مقاربة سيكولوجية »، إلى تأسيس خلايا للاستماع واستقبال التلاميذ الجدد داخل المدارس وتشخيص وضعياتهم من الناحية السيكولوجية وذلك من أجل احتواء ظاهرة العنف. وبعد أن أشار إلى أن كلفة العنف باهظة على كافة المستويات، أكد السيد أزداد أنه « يتعين الاعتماد على المقاربات العلمية في مكافحة ظاهرة العنف وعدم ابتداع حلول ترقيعية ، وتشجيع المبادرات المبدعة في شتى المجالات داخل المؤسسات المدرسية، والانفتاح على مؤسسات البحث العلمي خاصة الجامعات ». ومن جانبه، أشار أستاذ علم النفس الاجتماعي بنفس الكلية، أحمد ريان، في مداخلته التي تحمل عنوان « العنف داخل المدرسة.. من الكتابة على الجدران إلى الممارسة على الآخر » إلى أن كتابة التلاميذ على الحائط هي محاولة منهم بالقوة إثارة الانتباه إلى ذلك الأخر (إطار تربوي أو إداري). وحسب المدرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق، فإن حالات العنف حسب نوع الفعل برسم السنة 2018 / 2019، التي تم رصدها داخل المؤسسات التعليمية بلغت 137 حالة، فيما بلغت بمحيط المؤسسة 93 حالة ،لتصل الى 230 حالة في المجموع. وتتوزع هذه الحالات التي اقترفت داخل المؤسسات التعليمية، بين العنف الجسدي ب28 حالة، واللفظي 93 حالة، ثم تخريب الممتلكات بثلاث حالات، و12 حالة عنف من صنف آخر.