انطلقت الحملة التوعية التحسيسية لمناهضة العنف داخل الوسط المدرسي والتي تدخل في اطار استراتيجية الإصلاح 2015- 2030. المشروع المندمج رقم 19 في شقه المتعلق بتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية ومكافحة الممارسات السلبية. وتنزيلا للنسخة الثالثة للحملة التحسيسية التوعوية بالمديريات الإقليمية تحت شعار « جميعا من أجل مدرسة بدون عنف « ومباشرة بعد الندوة العلمية التي نظمتها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بعمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، حول هذا الموضوع يوم الخميس 20 دجنبر 2018،انخرطت جمعيات المجتمع المدني التي تربطها شراكة مع المديرية الإقليمية في العمليات التحسيسية داخل المؤسسات التعليمية وفق برامج متنوعة، تجمع بين المحاضرات والندوات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية ولقاءات مع أمهات واباء وأولياء التلاميذ بتنسيق مع المديرية الإقليمية ،التي فتحت الباب على مصراعيه إلى كل من لمست فيه القدرة والإرادة والقوة لإيصال رسائل تحث على السلم والسلام والأمن والأمان. وتحذر من هفوات ومخاطر العنف وتجنب كل من يساعد ويدفع الى ارتكابه . في هذا المجال سعت جمعية نادي الأندلس للرياضة والتنمية ضمن مشروعها الكبير ( شبابنا مستقبلنا ) في سنته الخامسة على التوالي إلى تسخير كل طاقمها وأطرها (الطبية — والنفسية — والفنية — والرياضية — والثقافية )للانخراط الكلي في هذه الحملة التحسيسية، حيث برمجت عشرات اللقاءات داخل المؤسسات التعليمية، سواء الإبتدائي أو الإعدادي أو التأهيلي، فاتحة حوارات ونقاشات وسط التلاميذ والتلميذات والأمهات والآباء والأولياء محملة المسؤولية لكل المتدخلين في العملية التربوية، داعية إلى الانخراط في المجال الرياضي والفني والثقافي كل حسب ميولاته ومؤهلاته دون الإبتعاد عن الأنشطة الموازية الأخرى. وفي هذا الاطار انخرطت جمعية قلوب المغرب في الحملة التحسيسية ( مدة 3 أيام ) بدأتها بلقاء تكويني يتضمن ورشات تدريبية حول كيفية التعامل معها تحت إشراف طاقم متخصص في علم النفس التربوي وعلوم التربية، ثم جلسات استماع لبعض المتضررين بواسطة استمارة لتقييم درجة العنف ثم تحديد المناسب للحد منه وتنظيم لقاء تواصلي مع أمهات وآباء وأولياء اطفال التعليم الأولي. الحملة التحسيسية ركزت على جانب التلميذ بشكل كبير، حيث أن العديد من المتدخلين في الندوات والمحاضرات عبر عدة لقاءات وفي أماكن متعددة صوبوا سهامهم نحو التلميذ والأسر. وذهبت بعض المداخلات إلى الاتهام المباشر للأسر بالتقصير في التربية مما جعل التلميذ يفجر سلوكه الفاسد داخل أسوار المؤسسة التعليمية وداخل الأقسام. و هو ما نبه إليه ممثلو الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات واباء وأولياء التلاميذ بالمغرب في أكثر من مناسبة ولقاء، مؤكدين على أن العنف المدرسي أشكال وانواع وأن منه من يكون بين التلميذ وأستاذه والتلميذ وتلميذ آخروبين تلميذ وإداري. وبين الإداري وبعض أولياء الأمور، وليس دائما التلميذ هو المذنب، بل في العديد من الحالات كان التلميذ هو ضحية للأستاذ أو للادارين واستند ممثلو فيدرالية جمعيات الأمهات والآباء والأولياء إلى مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإليكترونية التي فضحت وتفضح العديد من الحالات التي يندى لها الجبين. واستشهد بعضهم أيضا بالعديد من الاعترافات التي جاءت على لسان بعض التلميذات والتلاميذ من خلال اللقاءات المباشرة مع التلاميذ في خضم الأيام التحسيسية. والتي تؤكد على سوء المعاملة من طرف بعض المدرسين الذين يستثنون شريحة مهمة من المتعلمات والمتعلمين ويقتصرون على فئة معينة لأسباب أضحت غير مجهولة. وهناك يضيف ممثلو الآباء والأمهات أن من المدرسين من يحمل معه همومه الخاصة إلى داخل الفصل الدراسي بحيث لايستطيع التغلب عنها فيظهر بطشه على تلاميذه. أما العنف اللفظي فقد بات ملازما للحصص عند بعض المدرسين. وبالعودة إلى مواقع التواصل الإجتماعي، فخلال الأسبوع انتشرت حالة تؤكد هذا الواقع المر، حين تسرب فيديو يظهر فيه أستاذ بإحدى الثانويات التأهيلية بعمالة إقليمقلعة السراغنة وهو يقلب الطاولة على تلميذتين. هذا التصرف غير المفهوم وصفه بعض المتتبعين للشأن التربوي بثورة العنف. وليس بالعنف العادي. وتساءل العديد من المتتبعين عن حجم الخطيئة التي ارتكبتها التلميذة حتى تقلب عليها الطاولة. ولجسامة وهول ماوقع. أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بقلعة السراغنة ،بلاغا توضيحيا يؤكد أن هذا الحادث وقع يوم الأربعاء 2 يناير 2019 بإحدى الثانويات التأهيلية التابعة لها، حين تطور نقاش بين أستاذ وتلميذه إلى تصرف غير تربوي من قبل الأستاذ في حق تلميذتين. وقد ثم اتخاذ الإجراءات الإدارية في الأمر في حينه من قبل الإدارة التربوية للمؤسسة ،كما أشار البيان التوضيحي الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه. كما أشار إلى أنه فور التأكد من زمان ومكان حدوث هذه الواقعة عمل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكشآسفي،على تشكيل لجنة جهوية حلت صباح يوم 7 يناير2019 بالثانوية التأهيلية المعنية قصد إجراء بحث معمق في الموضوع سيترتب عنه اتخاذ الإجراءات الإدارية والتربوية اللازمة وفق النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها. واعتبرت المديرية الإقليميةبقلعة السراغنة أن ما وقع هو حدث استثنائي وبأن المؤسسة التعليمية منخرطة بشكل فعال في محافظة محاربة السلوكات غير التربوية من خلال تفعيلها لأنشطة الحياة المدرسية. أمثلة كثيرة ومتعددة لحالات وسلوكيات لا تربطها بالتربية والتعليم اية علاقة. لكل المتدخلين في العملية التربوية، وعليه فإن الجميع معني بالأمر والوضع المزري الذي وصلنا إليه يفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تتضافر الجهود لإنقاذ المدرسة المغربية من هذه الظاهرة التي أصبحت في تزايد مستمر.