صادق المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في ختام دورته العادية الثالثة المنعقدة يومي الثلاثاء والأربعاء بفاس على جميع المشاريع المبرمجة للتنفيذ خلال العام 2020، وعلى التقريرين الأدبي والمالي للمؤسسة. كما قرر المجلس استكمال تنفيذ الأنشطة العلمية والمشاريع التي لم تكتمل خلال سنة 2019، وإعادة برمجتها في غضون سنة 2020. وأقر المجلس إعداد وثيقة تعريفية شاملة تتضمن الثوابت المشتركة والأهداف وأسلوب التعامل الميداني لعمل المؤسسة على المستوى الإفريقي ضمن مشاريع سنة 2020، والشروع في إنجازها. كما أقر تفويض تحديد الإجراءات العملية والتقنية لتنفيذ المشاريع المصادق عليها برسم سنة 2020، للأمانة العامة بالتنسيق مع الفروع مع مراعاة أحوال وخصوصيات كل بلد. وأوصى بتوجيه العمل إلى الاستفادة من المكونين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في تأهيل الأئمة العاملين في المساجد في كل بلد توافق فيه الجهات الرسمية على ذلك، مع التحضير لذلك بدروس بيداغوجية والتزويد بوثائق برامج التكوين التي ينبغي أن تتضمن جذعا مشتركا وجانبا يتناول خصوصيات البلدان. ودعا لإيلاء العناية بالنشر الورقي والإلكتروني للمؤلفات العلمية المتعلقة بالثوابت الدينية المشتركة، ودراسة إمكانية وجدوى إنجاز معلمة للأعلام البشرية والمعالم الحضارية الإسلامية في إفريقيا ابتداء من مطلع سنة 2020، واتخاذ الأمانة العامة كافة الإجراءات الضرورية لذلك. كما أوصى بالعناية بالمرأة الإفريقية وبالشباب وإشراكهم في جميع أنشطة المؤسسة، ومشاريعها. وفي كلمة ختامية لأشغال هذا الاجتماع أكد الامين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف أن إفريقيا تحتاج الى علمائها ليكونوا في القيادة لأنهم هم الذين يعرفون كيف ينهضون بأمتهم من كبوتها، وكيف يردون عنها ما يتهدد وجودها حاثا العلماء الأفارقة على التمسك بالمنهاج النبوي القويم وعلى هديه ينبغي أن يتصدوا لما يتهدد الأمة وأن يقودوها الى بر الأمان. وقال إن علماء إفريقيا في هذا العصر هم أملها وضميرها ولذلك لا بد أن يستحضروا هذه المسؤولية الجسيمة التي على كاهلهم في وقت تسعى فيه إفريقيا لتخرج الى الدنيا وتسمع العالم كلامها وصوتها وتطلعاتها. وأضاف أنه إذا استطعنا حماية انسان هذه القارة وان نصنع منه انسانا صالحا فإن الامة الاسلامية كافة لا بد ان تقتدي بهذا النموذج مشيرا الى أن المغرب يسعى الآن أن يقدم نموذجا في العقيدة والدين يسهر عليه ولي أمر هذه الأمة أمير المؤمنين وهو نموذج يريد لهذا البلد أن يكون نبراسا لإفريقيا تقتدي به، حاثا العلماء على العمل من أجل الحفاظ على قيم الإسلام والثوابت الدينية وتوحيد جهودهم من أجل ذلك. وافتتحت أمس الثلاثاء بفاس بإذن من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أشغال الدورة العادية الثالثة لاجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة بحضور 357 من أعضاء فروع المؤسسة المنتسبين ل 32 بلدا، من بينهم 90 امرأة، والأعضاء المغاربة ال 20 من بينهم 4 نساء. ويعتبر المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أول أجهزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ويسهر على تحديد التوجهات العامة للمؤسسة، ودراسة برنامج عملها السنوي والقضايا المحالة عليه من قبل رئيس المؤسسة، وميزانية المؤسسة والمصادقة عليها. ويتألف المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بالإضافة إلى الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة كرئيس لهذا المجلس، من جميع أعضاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.