قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة اليوم الاثنين في مدريد إن المغرب يواصل جهوده ومبادراته من أجل المناخ تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس وذلك في إطار » مقاربة طموحة وتضامنية » . وأكد العثماني خلال قمة رؤساء الدول والحكومات التي عقدت اليوم في إطار مؤتمر ( كوب 25 ) » أن المملكة المغربية تواصل بريادة من جلالة الملك محمد السادس وبانخراط شخصي من جلالته تطوير تدخلاتها ومبادراتها من أجل المناخ على المستوى الوطني الداخلي وعلى المستوى الإقليمي والدولي في إطار مقاربة طموحة تضامنية » . وأضاف رئيس الحكومة خلال هذا الاجتماع رفيع المستوى الذي ترأسه بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية ورئيسة مؤتمر ( كوب 25 ) وزيرة البيئة بالشيلي كارولينا شميدت أن المغرب » بادر في هذا الإطار بإطلاق عدد من الاستراتيجيات ومن البرامج من أجل تجاوز الهدف المتمثل في تقليص مستوى انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 42 في المائة في أفق 2030 » . وقال إن المغرب يطمح كذلك إلى الرفع من حصة قدرته الإنتاجية للطاقة الكهربائية من مصادر متجددة إلى نسبة 52 بالمائة في أفق 2030 مشيرا إلى التزام المملكة من أجل العمل على انخراط أكبر للشباب وللمجتمع المدني في مكافحة التغيرات المناخية وذلك من خلال العديد من المبادرات . ومن جهة أخرى أكد العثماني على أن المغرب » يعمل أيضا بالشراكة مع القارة الإفريقية وهي القارة التي تتعرض بشكل غير عادل لانعكاسات التغيرات المناخية وتوجد اليوم في قلب المجهودات من أجل التزام دولي ويجد ربها اعتبارا لذلك أن تستفيد من دعم يتناسب وحجم الضرر الذي يلحق بها » . وأكد في هذا الصدد أن المغرب » عمل من أجل تفعيل لجنتي المناخ المتعلقتين بحوض الكونغو وبمنطقة الساحل وتفعيل المبادرتين التي يطلق عليهما ( التكيف مع الزراعة الإفريقية ) و ( الاستدامة والاستقرار والأمن ) خلال القمة الإفريقية للعمل التي عقدت بمراكش على هامش قمة ( الكوب 22 ) » . وأشار إلى أن هذه المبادرات كلها » توفر أرضية متعددة القطاعات للاستثمار ويتعين أن تحظى بالأولوية لدى الآليات الدولية للتمويل في مجال المناخ » . وأوضح رئيس الحكومة أن » المجهودات الجماعية من أجل إرساء مقاربة إرادية وعادلة ومستدامة من أجل المناخ يجب أن تحدو بنا إلى الرفع من مستوى طموحنا المناخي ومستوى انخراطنا الجماعي في هذا الورش الهام » مجددا التأكيد على أن من شأن مؤتمر ( كوب 25 ) أن يعطي دفعة قوية وزخما جديدا للدينامية التي أطلقتها قمة الأممالمتحدة حول المناخ التي عقدت في شهر شتنبر الماضي . وقال السيد العثماني » يجدر بنا أن نتحلى بمزيد من الشجاعة والجرأة ومزيد من الحماس والطموح من أجل المحافظة على الحد الأدنى الضروري لحياة إنسانية كريمة لا يزال بمقدورنا اليوم تفادي الكارثة إذا أخذنا منذ الآن بزمام المبادرة » . وافتتحت اليوم الاثنين بمدريد أشغال المؤتمر الخامس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية ( كوب 25 ) بمشاركة ممثلين عن 196 دولة من ضمنها المغرب . ومثل المغرب في حفل افتتاح هذا الحدث الدولي الذي ينظم ما بين ثاني و 13 دجنبر وفد هام يقدوه السيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة ويتكون من وزير الطاقة والمعادن والبيئة عزيز الرباح والوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي وسفيرة المغرب بإسبانيا كريمة بنيعيش . وتقوم هذه القمة على امتداد 12 يوما بتعبئة قرابة خمسين من قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء مؤسسات الاتحاد الأوربي وكبار ممثلي المؤسسات الدولية مثل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبنك الدولي للتنمية وذلك من أجل بحث ومناقشة السبل والآليات الكفيلة بمواجهة تحديات التغيرات المناخية .