أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني انخراط المغرب ودعمه لكل المبادرات التي تضمن حياة كريمة للإنسانية، والعمل على تفادي كوارث التغيرات المناخية وتداعيتها بالأخذ بزمام المبادرة. وقال في جلسة افتتاح المؤتمر الخامس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية، إن هذه الدورة ستمكن من تثمين الدينامية الإيجابية التي أطلقتها قمة الأممالمتحدة من أجل المناخ المنعقدة خلال شهر شتنبر الماضي، وسيتمخض عنها المزيد من الطموحات والفعالية. وبعدما شكر جمهورية الشيلي لتحملها مسؤولية رئاسة الدورة، وإسبانيا لاحتضانها أشغالها، شدد رئيس الحكومة على ضرورة أن تسعى المجهودات الجماعية لإرساء مقاربة إرادية عادلة ومستدامة من أجل المناخ، للتأسيس لتضامن عالمي فعلي في مجال التعامل مع التغيرات المناخية. وأكد رئيس الحكومة أن المملكة المغربية تواصل بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، وريادة جلالته وانخراطه الشخصي، تطوير تدخلاتها في هذا المجال، على المستويات الوطني والإقليمي والدولي في إطار مقاربة طموحة وتضامنية، مذكرا بأن المغرب بادر بإطلاق مسلسل للمشاورات من أجل تجاوز الهدف المتمثل في تقليص مستوى انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 42% في أفق 2030. وأشار رئيس الحكومة إلى أن المغرب يطمح للرفع من حصة قدرته الإنتاجية للطاقة الكهربائية من مصادر متجددة إلى نسبة 52%، مشيرا لتقوية التزام المغرب من أجل ضمان انخراط أكبر للشباب وللمجتمع المدني، ولا سيما من خلال «إعلان مراكش للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة" الذي أطلق على هامش الدورة COP22، ومن خلال «مبادرة الشباب الإفريقي من أجل المناخ" التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في شتنبر الماضي بالأممالمتحدة. وذكر رئيس الحكومة أن المغرب يعمل بالشراكة مع القارة الإفريقية التي تتعرض بشكل غير عادل لانعكاسات التغيرات المناخية، وتوجد اليوم في قلب المجهودات من أجل التزام دولي، ومن المطلوب أن تستفيد القارة من دعم يتناسب وحجم الضرر الذي يلحق بها. وأكد في السياق نفسه أن تفعيل لجنتي المناخ المتعلقتين بحوض الكونغو وبمنطقة الساحل، اللتين تم إطلاقهما بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس، خلال القمة الإفريقية الأولى للعمل المنعقدة بمراكش عل هامش قمة COP22، وكذا مبادرتي 3S و3A اللتين أطلقتا في نفس تلك الدورة، يوفر أرضية متعددة القطاعات للاستثمار، ويتعين أن تحظى بالأولوية لدى الآليات الدولية للتمويل في مجال المناخ. ودعا رئيس الحكومة باسم المملكة المغربية في ختام كلمته المنتظم الدولي لتحمل المسؤولية الجسيمة اتجاه الأجيال القادمة بخصوص تداعيات التغيرات المناخية، والتحلي بالحس السليم وبالطموح، من أجل المحافظة على الأقل على الحد الأدنى الضروري لحياة الإنسانية، قائلا "لا زال بمقدورنا تفادي الكارثة، إذا أخذنا منذ الآن بزمام المبادرة."