جرى مساء أول أمس الخميس بالدار البيضاء ، رفع الستار عن النسخة الثالثة للمهرجان الدولي جدبة وكلام ، الذي يعد محطة ثقافية يلتقي فيها الشاعر والزجال بالموسيقي، والمسرحي بالفنان التشكيلي، والسينمائي بالناقد، ليشكلوا بذلك لمة فنية يتم خلالها تبادل التجارب والخبرات. وتميزت الليلة الفنية الافتتاحية، بتكريم الصحفي الحسين العمراني والمخرج العربي توتو، احتفاءا بالذكرى العاشرة لبرنامج « صناع الفرجة » الذي تبثه القناة الأولى، اعترافا بالعمل الذي قام به الرجلين في التعريف بالتراث والفنون الشعبية على مدى مسيرتهما الحافلة بالعطاء. واعتبر مراد المهوري رئيس جمعية اللمة للفن والثقافة، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن الهدف من المهرجان هو التذكير بمكانة التراث في الثقافة المغربية، وبأن التراث الشعبي لأي أمة بمثابة ذاكرة حية، نرى من خلالها الماضي والحاضر والمستقبل. كما تم بالمناسبة، تكريم وجوه إعلامية بارزة اهتمت بالتراث الفني الثقافي، ساهمت في تعريف المغاربة بإرثهم الحضاري، وأشار مراد المهوري، في السياق ذاته إلى أن التكريم جاء مناسبة للاحتفاء بالذكرى العاشرة للبرنامج واعترافا بالدور الكبير الذي يلعبه في توثيق الموروث الشعبي والذاكرة الفنية. وبمناسبة هذا التكريم، قال الصحفي الحسين العمراني في تصريح خص به موقع « فبرايركوم »، إنه سعيد جدا بهذا الاحتفاء الذي يشجع على الاستمرارية وبذل المزيد من الجهود حتى يبقى هذا العمل قريبا من الجمهور، مضيفا أن (التكريم) يعطي إشارات على وجود اسم برنامج « صناع الفرجة » ضمن البرامج المهمة في الساحة الإعلامية الوطنية، وكذا وجود اهتمام بالبرنامج والطاقم المشرف عليه الذي حاول طيلة مدة اشتغاله تقديم منتوج ينال إعجاب المتلقي. من جانبه أكد مخرج البرنامج نفسه (صناع الفرجة) العربي توتو، أن الفضل في وجود البرنامج يعود للقناة الأولى التي تبنت هذا المشروع الضخم الذي اشتغل أكثر من عشر سنوات تم خلالها النبش في الذاكرة المغربية، التي تزخر بألوان فنية شعبية متنوعة جرى نسيانها، مردفا أن الهدف من هذا البحث هو استثمار التراث مستقبلا في مجال الرسم والغناء، وكذا التسويق للمنتوج السياحي بالمغرب، باعتبار أن هذا العمل يسلط الضوء على الغنى والتنوع والانصهار الثقافي الذي يميز المملكة، زيادة على ربط الماضي بالحاضر حتى تستفيد منه الأجيال القادمة. كما شهدت فقرات اليوم الافتتاحي، عرض مسرحي تحت اسم « عبدول » للفرقة الإيطالية « باربيندا » من إخراج عبد الله أجوكيم ويوسف هنون وتشخيص عبد الله، وريناطو طابينو، إذ تحاول المسرحية مقاربة ظاهرة الهجرة التي اجتاحت المجتمع المغربي، وبأن الوضع الاقتصادي في أوروبا أكثر سوء من المغرب، ويجب على الشباب العمل في بلده لتحسين وضعه، كما تناقش المسرحية بطريقة تجمع بين الواقعية والخيال، مسألة انسلاخ الشباب عن الهوية وانتمائهم للوطن. وتميزت الليلة أيضا بقراءات شعرية وزجلية، ألقاها مجموعة من الشعراء الموهوبين، كالزجالة فاطمة الباسور، والزجال ابراهيم السكين ومحمد موتنا، والشاعر حسن عيبدو، والقاص محمد أكرد. واشتهر برنامج صناع الفرجة الذي تبته القناة الأولى على امتداد عشر سنوات، بنبشه في الذاكرة المغربية بما تتميز به من تراث لا مادي وفنون شعبية متنوعة، منتشرة في كل التراب الوطني، ما بوأ هذا البرنامج مكانة خاصة، في الساحة الإعلامية الوطنية وفي قلوب المغاربة بالنظر للدور المهم الذي لعبه في تقريب هذا الموروث الثقافي للمغاربة. يشار إلى أن حفل الاختتام سيقام يوم الأحد 1 دجنبر على الساعة السادسة مساء بالمركب الثقافي كمال الزبدي وسيعرف تكريم الفنان المقتدر رضوان ريفق عضو سابق بمجموعة ناس الغيوان وعضو مؤسس مجموعة ناس الحال المغاربية وستحييه مجموعة المواج « الغيوانيون الجدد » .