أحيى الفنان عبد الرحيم الصويري مرفوقا بأركيسترا الإسماعلية للموسيقى العصرية، حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة، الذي احتضنها المركز الثقافي محمد المنوني بالعاصمة الإسماعيلية مكناس مساء الجمعة المنصرم، وأمتع جمهور المهرجان الغفير بصوته الطربي وبأغاني تراثية في ليلة رمضانية فنية متميزة. المهرجان الذي تسهر على تنظيمه جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية، وتسعى من خلاله إلى تخليد ذكرى واحد من أبرز الزجالين المغاربة، الذي امتدت قصائده وعاشت حكمه بعده لقرون، اختار السير على درب تكريم والاحتفاء بمن امتهنوا فن الكلمة الحكيمة، ليتم تكريم كل من الإعلامي والمسرحي عبد المجيد فنيش، إلى جانب الزجال عبد الحفيظ الأمراني. فنيش اعتبر أن تكريمه ضمن فعاليات مهرجان العاصمة الإسماعيلية، الذي يشكل محطة ثقافية وفنية مغربية محضة تعيد الاعتبار إلى ثقافة شعبية تميزت بامتزاج مجموعة من الألوان التعبيرية وأساسا الكلمة الشعرية الشعبية، يعد مدعاة للمفخرة، خاصة أنه مهرجان يحمل تيمة واحد من مؤسسي الزجل المغربي، سيدي عبد الرحمان المجذوب، الذي تحول ذكره اليومي في أمثال المغاربة إلى مهرجان مؤسساتي تمتزج فيه الفرجة الفنية بالمقاربة النظرية من خلال الندوات، يبقى مكسب للثقافة المغربية. من جهته اعتبر الزجال عبد الحفيظ الأمراني، أن للتكريم قيمته في حياة كل مبدع، خاصة حينما يطاله التهميش والتجاهل بعد عقود من العطاء، فيأتي التكريم لتذكره وتذكير الجمهور باسمه وقيمة ما قدمه، فهو يبقى رد اعتبار لشخص يشعر بالغبن جراء التجاهل الذي يقضي على جزء منه لكنه لا ينال من حبه للإبداع. سهرة افتتاح المهرجان عرفت أيضا مشاركة مجموعة الطائفة العيساوية الفاسية برئاسة المقدم عبد الله اليعقوبي، التي قدمت وصلة فنية من التراث العيساوي الذي تفاعل معه جمهور المهرجان طيلة السهرة خاصة خلال تقديمه لقصائد في مدح الرسول وأخرى تراثية. كما عرفت السهرة، تقديم وصلات قراءات زجلية مختلفة المواضيع، من تقديم شعراء قدموا من مختلف مدن المملكة، ويتعلق الأمر بكل من ربيعة العمراني، مصطفى العربيدي، وأحمد السبتي ثم أبو بكر الفرجي، هذا الأخير الذي اعتبر مشاركته في مهرجان يحمل تيمة شيخ الزجالين المغاربة مفخرة في مسيرته، مبرزا كون هذا الحدث الثقافي الذي يجمع مختلف الشعراء والزجالين يبقى فرصة للحفاظ على الموروث الشعبي. من جهته، اعتبر مدير المهرجان، السيد محمد المدغري، كون اللجنة المنظمة، حاولت خلال هذه الدورة، التركيز على المكتسبات وإضافة جديد على البرمجة الاعتيادية لإغنائها، ليتمكن المهرجان هذه السنة من المزج بين ما هو تراثي وما هو عصري، ويستقطب خلال سهرته الافتتاحية فنانا يتمتع بحب كل المغاربة ويتعلق الأمر بالفنان عبد الرحيم الصويري، إضافة إلى حضور مجموعة من الفرق التراثية ومجموعة من الزجالين المغاربة من مختلف الأجيال ومختلف المدن المغربية، دون إغفال الجانب الأكاديمي، الحاضر عبر ندوة حول أشعار ورباعيات المجذوب وتنظيم حفل توقيع كتاب للدكتور مراد القادري، وأيضا بتكريم علمين في مجال الشعر والثقافة للاعتراف بما قدماه من خدمات للشعر والكلمة المغربية.