وجه عبد الرحمان اليزيدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رسالة مؤثرة للفنان المغربي ربيع القاطي، وذلك بعد أن عثر هذا الأخير على قبر والده الجندي، في الصحراء المغربية، بعد 38 سنة من البحث عنه. وقال اليزيدي، في رسالته، توصلت « فبراير » بنسخة منها، « تأثرت أيما تأثر لدموع فرحتك بالعثور أخيرا على قبر والدك، الجندي المغربي الذي وهب روحه سنة 1980 -في عز مرحلة تكالب الدول الأعداء ضد وحدة و أمن هذا الوطن الحبيب- لتأمين بناء الحزام الرملي على طول الحدود الشرقية و الجنوبية ، فرحةٌ ممزوجة بحرقة الحزن على فقدان الأب و الحرمان من حنانه ». وتابع اليزيدي قائلا « أُكبرُ فيك الفنانَ المغربي العصامي الناجح الذي لم يساوم و لم يقايض قط بتضحيات والده من أجل وطنه و ملكه، و قد أعطيتني شخصياً درسا- ولا أظنني الوحيد- في الشهامة و المروؤة والوطنية الحقة. ففي الوقت الذي يفاخرُ جبانٌ بإحراق العلم الوطني في المهجر، ها أنت تُخرصُ صوت الجحود و العقوق بالوطن، من قلب الصحراء المغربية، و تنثرُ بذور الأمل و حُبَّ الوطن رغم الألم و المعاناة وربما ر غم الحرمان مما تستحقه الأم و الزوجة و الإبن من تعويض ». وتابع قائلا « طفل سنة 1980 صار اليوم شابا يافعا لم تزده 38 سنة من اليتم و الحرمان من الحنان الأبوي إلا إصرارا على الوفاء لشعار « الله الوطن الملك » و إستعدادا للشهادة من أجله. فليجعل الله وفاء الزوجة الصبورة و الأم المثالية لروح الزوج الشهيد في ميزانها المقبول عنده، آمين ». وختم اليزيدي رسالته بالقول « أعبر لك و عبرك عن إمتناني و عرفاني بفضل الشهيد والدك و كل الجنود الشهداء أمثاله عليٌ و علينا جميعا شيبا و شبابا، الذين نعيش اليوم داخل حدود أمنة و مُطمئنة، و أهنئك على نِعْمَة العثور على قبر والدك، شهيد الوطن أسكنه الله فسيح جناته، لتُقيم حدادك على روحه الطاهرة، و أرجو من الله عز وجل أن يمُدٌَ نِعمته هاته كذلك إلى قلوب أهالي الشهداء المفقودين، إنه سميع مجيب ».