يقول النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس إن العمر بالنسبة له مجرد رقم، ولا يعني بلوغ أي لاعب سن 34 أو 35 أو حتى 36 وصوله إلى نهاية مسيرته الرياضية، فاللاعب الذي سيبلغ 35 في فبرايرالماضي « أيقونة » الإصرار والعزيمة اللذين يوصلان للنجاح وقمة الساحرة المستديرة في العالم. ورفع « الدون » راية التحدي، أنه رغم وصوله لهذه السن فإنه يستطيع إثبات قدرته على صناعة الفارق عبر أدائه وطريقة لعبه وخبرته ورؤيته للمباراة، والأهم المحافظة على اللياقة والحضور الذهني. ويحسب للدون -الذي سجل أكثر من سبعمئة هدف في مسيرته، وفاز بكل شيء يتمناه لاعب كرة القدم إلا لقب المونديال- أنه يتقدم بأشواط في الاحترافية والانضباط عن لاعبين لا يزالون في قمة عطائهم الكروي، كالبرازيلي نيمار والبلجيكي إيدن هازارد والفرنسي عثمان ديمبلي. ولا يخفي « صاروخ ماديرا » هذا الموضوع، بل يفخر ويعلنه، وقال قبل أيام في مقابلة مع مجلة « فرانس فوتبول » الفرنسية « انظروا إلى اللاعبين الشباب 25 و26 و27 عاما، وكيف يتعرضون لإصابات متتالية.. هل برأيك هذا الموضوع صدفة؟ » ورغم أنه لم يسم أحدا، فالأضواء كلها توجهت صوب نيمار صاحب الموهبة الخارقة، الذي يخرج من حفرة إصابة ليدخل في نفق أخرى، ويغيب عن فريقه باريس سان جيرمان شهورا حتى تحولت الإصابات « للعنة » قد تدمر مسيرته الكروية، ناهيك عن عدم جديته واحترافيته في التعافي منها، وأيضا الفرنسي ديمبلي (22 عاما) الذي كان يتنبأ له الجميع بمستقبل باهر، لكن موهبته وسرعته ومهاراته تصطدم بقلة نضوجه وعدم احترافيته. في المقابل، فإن « صاروخ ماديرا » لم يتعرض لكثير من الإصابات في مسيرته، ولم يغب فترات طويلة عن الفرق التي لعب لها، ويتعافى بسرعة من أي إصابة لأنه يعمل كثيرا على العودة للملاعب التي يشتاق لها بسرعة. وهذه الجدية والإصرار ينقلهما كل من زامل « المدمر »، وكان آخرهم البرازيلي دوغلاس كوستا زميله في « اليوفي »، الذي قال عنه « من المستحيل أن تجاري نسق رونالدو في التدريبات.. عندما نصل يكون متواجدا، وعندما نغادر يبقى يتدرب.. لم أر في حياتي لاعبا مثله ». وما لا يعرفه كثيرون أن سر تألق رونالدو هو نوعية الحياة التي يعيشها، والتي تبقيه في القمة، وعن هذا الموضوع يقول إنه « منذ 15 عاما أكرس حياتي لمسيرتي.. هدفي البقاء شابا مع تقدمي في السن وأبقى منافسا.. سم لي لاعبا في سني يؤدي مستواي ومع فريق كيوفنتوس ». والخبر الذي نزل كالصاعقة على عالم كرة القدم هو أنه عندما تعاقد مع يوفنتوس وخضع للفحص الطبي في تورينو، كشف طبيب الفريق عن أن نتائج الفحوصات الحيوية تشير إلى لاعب سنه 22 عاما. وفي حفل توزيع جائزة الكرة الذهبية عام 2015 -فاز بها ميسي وقتها- قال نيمار عن اللاعبين إنهما « يصنعان تاريخ كرة القدم وسيواصلان كتابته ». ورونالدو أعطى مثالا لكل اللاعبين في مسيرته بأن الإصرار والعزيمة والثقة في النفس والجدية والانضباط كفيلة بإيصالهم إلى القمة.