لا يزال تقلُّص وزراء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في حكومة العثماني الثانية، من اثنين لواحد، يثير الجدل داخل حزب الوردة، سواء من خلال تصريحات بعض قيادييه، أو من خلال تذمُّر أعضائه بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، عبّر مصطفى العباسي، المسؤول السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي، وعضو مجلسه الوطني الحالي، عن استياءه، وقال في تدوينة شديدة اللهجة: « أعجب لأطر الاتحاد الإشتراكي، ومناضليه، يا حسرة، أصبحتم تقنعون بفتات خبز المخزن، بعد أن كان المخزن يتمنى فتاتكم ». وأضاف: « هل أصبحت الوردة « عاهرة » في زمن الدعارة الحزبية والسياسية؟ هل غدى الحزب باطيرا للحريگ نحو بر الأمان لمن استطاع إليه سبيلا ولمن صمت وخنع وخضع فقط؟ ». وشدّد العباسي: « حرام أن نصمت الآن ونتواطأ، ونبارك لبعضنا ونفرح، حرام على علية القوم وأطر كبرى أن تصمت وتدافع عن فشل ذريع في كل شيء ». وأفاد على جداره في السياق نفسه: « الاستوزار ليس هو هدف الحزب، والصراع الحكومي لأجل الظفر بمناصب البرستيج، لم يكن في أي وقت من الأوقات مبرمجا في أجندة من نظر للنضال الديمقراطي ». ومن جانبه، اعتبر النقيب كمال مهدي، المنسق الوطني لقطاع المحاميين الاتحاديين بالمغرب، أن الظفر بوزارة العدل يعتبر مكسباً، « ومن يعتبر وزارة العدل بعد استقلال النيابة العامة أضحت وزارة ضعيفة بدون اختصاصات، وعديمة الجدوى، فهو خاطئ وموقفه رهين بجهله ». وأبرز النقيب مهدي، أن « وزارة العدل تستمد قيمتها المعنوية الرفيعة، والتي لا تقاس بمال، من كونها ذات تماس مباشر مع أغلى ما يتوق إليه المواطنون على مستوى صيانة الحقوق، والحفاظ على الأمن وتكريس المساواة أمام القانون والقضاء ». وعن استوزار بنعبد القادر، أكد أن « الرجل سيضع ما راكمه في فكر وتجارب مختلفة رهن إشارة قطاع العدل، مستلهما تجارب اشراكيين عالميين قادو سفينة العدل في الديموقراطيات الأوربية، وبتجارب قادة اتحاديين كبار قادوا نفس السفينة في حكومات سابقة ». وتابع على جداره: « لا يجدر بنا أن نجعل من التعديل الحكومي، محطة لإفتعال خلافات على مبررات ولا جدوى منها، ونحن مقبلون كاتحاديين على تخليد الذكرى الستون لحزبنا في يوم عريس الشهداء المناضل المهدي بنبركة، واستعدادا كذلك للإنخراط الفعلي في إستعادة القوة التنظيمية، وتأهيلها لخوض الإستحقاقات التي تطل علينا ويجب أن نسعى جميعا إلى استعادة قوة حضور الإتحاد فيها ». وكانت عدد من قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي مقدمتهم أمينة الطالبي، وحنان رحاب، أبدوا استيائهم من تقليص عدد وزرائهم في التعديل الحكومي، وأكدوا أن حزب الوردة تعرض للحيف.