يسود احتقان وغضب كبير في صفوف مناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون إثر منح التزكية لشخص لا يعتبر من مناضلي الحزب وسبق أن ترشح باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، على حساب مناضل آخر من حزب الوردة ويرأس جماعة قروية بشفشاون (جماعة تاسيفت). كما يتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قيام سماسرة الانتخابات باستيراد مرشحين ومنحهم تزكيات حزبية مقابل مبالغ مالية مهمة تقدم على شكل رشاوي لقادة الاحزاب على المستوى المحلي، دون مراعات وجود مناضلين داخل الاحزاب، حيث يتم إسقاط أشخاص لا تربطهم علاقة بالحزب أو الحياة السياسية سوى البحث عن النفوذ والتواجد داخل قبة البرلمان. وحسب ما يتردد داخل أوساط ومنتسبي حزب الوردة بدائرة شفشاون فإن منح التزكية ل"زرغيل عبد الله" وهو مرشح سابق بحزب التجمع الوطني للأحرار، يشتم من وراءها رائحة استعمال المال وشراء التزكية، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه تزكية "عبد الرحيم العمري" رئيس جماعة "تاسفيت " لما يتمتع به الأخير من شعبية كبيرة، ونفوذ انتخابي كبير في العديد من المناطق. ويتساءل العديد من المتتبعين للشأن الانتخابي بالمنطقة، وخاصة من أنصار رفاق "لشكر" عن كيفية عدم انتباه عضو المكتب السياسي للحزب "مصطفى العجاب "وهو أحد الركائز التي يعتمد عليها "ادريس لشكر" في قيادة الحزب باقليم شفشاون نحو تحقيق مقعد برلماني، لهذا الخطأ الفادح المرتكب من طرف المكتب السياسي للحزب، بل ودفاعه عن مرشح مستورد تم إسقاطه بين مناضلي حزب المهدي بنبركة، والذي سيؤدي إلى فقدان مقعد برلماني تتحدث العديد من المصادر عن كونه كان سيكون في المتناول في حال ترشيح وتزكية "العمري". صدق أو لا تصدق.. مرشح الاتحاد الاشتراكي مستقبلا والاحرار سابقا ويعتقد مراقبون للشأن الانتخابي أن حزب الوردة بالمنطقة تحول من حزب منافس على مقعد برلماني إلى مجرد مشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة وأن القرار قد يعجل برحيل "العمري" صوب خيار آخر، أو يدفع بالعديد من الغاضبين على القرار إلى تقديم استقالات جماعية احتجاجا على قرار المكتب السياسي الذي فضل مرشحا مستوردا على مناضل شاب يرأس جماعة قروية باسم الحزب. وفي اتصال لشمال بوست ببعض المناضلين الاتحادين بدائرة شفشاون، أكدوا أن هناك أشياء غير مفهومة وغامضة في اختيار "زرغيل" لقيادة لائحة الاتحاد خاصة أن "الامين البقالي" المرشح السابق للحزب بالدائرة والذي فشل سابقا في الظفر بمقعد برلماني هو الذي يقف إلى جانب قادة محليين آخرين خلف منح التزكية لزرغيل، كما تسائل المتصل بهم، عن تغاضي المكتب السياسي عن الخلط الذي سيقع لدى المصوتين من أنصار "عبد الله زرغيل" هل سيصوتون بركز الحمامة أم برمز الوردة ؟؟. وكان العديد من المراقبين للشأن السياسي بدائرة شفشاون يتوقعون حصول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على مقعد برلماني بعد الحديث عن ترشيح "عبد الرحيم العمري" وهو من شباب الحزب ورئيس جماعة تاسيفت عن نفس الحزب، إلا أن قرار المكتب السياسي كان مفاجئأ للجميع حيث تم اختيار شخص من خارج مناضلي الحزب وهو الامر الذي خلف استياء وغضبا بين صفوف منتسبي الوردة باقيلم شفشاون، كما قلل قرار المكتب السياسي من حظوظ الحزب في الظفر بمقعد برلماني بالاقليم كان شبه مضمون إلى وقت قريب. وكانت الكتابة الاقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بشفشاون قد أصدرت بيانا في أبريل الماضي تعبر فيه عن قلقها وانشغالها البالغين إزاء ما تشكله ظاهرة الترحال السياسي من خطورة على مصداقية العمل السياسي، كما طالبت بالتصدي لها بقوة وحزم طبقا للمقتضيات والآليات التي ينص عليها القانون. وذلك قبل أن يفاجئ الاتحاديون بشفشاون الجميع وهم يمنحون تزكية لمرشح سابق لحزب التجمع الوطني للأحرار، قام بترحال سياسي نحو حزب الوردة.