خرجت احتجاجات طلابية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بالخبز والوقود وتحقيق العدالة، كما تجددت أزمة الوقود في العاصمة الخرطوم. وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن آلاف المتظاهرين في نيالا خرجوا في احتجاجات عفوية مستبقين دعوة للخروج في مسيرة احتجاجية تحت اسم « موكب العدالة للمطالبة بتحقيق العدالة » في مدن إقليم دارفور الرئيسية؛ وكان قد أصيب في مظاهرات أمس عدد من المحتجين. وأشار شهود العيان إلى أن المحتجين ساروا حتى مقر السلطة القضائية، ومقر أمانة حكومة جنوب دارفور بالمدينة، حيث هتفوا بمطالبهم، وذلك في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن لتأمين المرافق الإستراتيجية في المدينة. ودعا إلى المظاهرات منظمة « تجمع الهامش السوداني »، التي طالبت بأن يكون الاحتجاج في خمس مدن رئيسية تمثل عواصم ولايات دارفور. وكان عشرون محتجا أصيبوا أمس بمدينة نيالا إثر تصدي الشرطة بالغاز المدمع لمظاهرات طلابية، على خلفية أزمتي نقص الخبز والوقود. وعقب ذلك، طالب تجمع المهنيين السودانيين -أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير- بالتحقيق الفوري ومحاسبة المسؤولين عن أحداث نيالا، وطالب عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني -أحد أحزاب تحالف قوى إعلان الحرية- في تغريدة له عبر تويتر بإقالة والي جنوب دارفور المكلف. وقال الدقير إن العنف المفرط بحق تلاميذ المدارس المحتجين سلميا على شح الخبز وغلائه، هو « استدعاء بائس لسلوك النظام البائد (نظام عمر البشير) ». وكان والي ولاية جنوب دارفور المكلف اللواء هاشم خالد محمود، قال أمس إنه لم تسجل أي إصابة لطالب بعيار ناري في المظاهرات، وأضاف -بحسب وكالة السودان للأنباء- أن الأوضاع عادت لطبيعتها في نيالا، وأن سبب شح الدقيق انتفى بوصول حوالي عشرة آلاف كيس دقيق. الوضع بالخرطوم وفي سياق متصل، تجددت في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم أزمة الوقود، حيث عادت طوابير السيارات أمام المحطات، ونقل مراسل الأناضول عن مصدر في مصفاة الخرطوم للنفط قوله إن أحد الأجزاء الرئيسية لمعالجة البنزين في المصفاة تعطل، وإن إدارة المصفاة تبذل جهدها لإصلاحه. ودعا المصدر نفسه إلى ضرورة وضع مخزون احتياطي لمواجهة الاستهلاك المحلي عند صيانة المصفاة في الأشهر المقبلة. وتعمل مصفاة الخرطوم التي أنشأت في يونيو 2000 بطاقة تكرير قدرها 50 ألف برميل يوميا، ثم تمت عمليات توسعة المنشأة على مرحلتين لتبلغ طاقتها الحالية 90 ألف برميل في اليوم. يذكر أن السودان يعاني من أزمات معيشية مستمرة، تمثلت في شح السلع الإستراتيجية وارتفاع أسعار صرف الجنيه السوداني أمام الدولار وندرة السيولة في الأسواق. وكان تردي لظروف السودانيين المعيشية أبرز أسباب اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في أواخر العام الماضي، توسعت شعاراتها إلى المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وهو ما تم على يد المؤسسة العسكرية في 11 أبريل الماضي.