تظاهر مئات آلاف السودانيين، الخميس، بالعاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد، في إطار مسيرات “القصاص العادل” المستمرة منذ الصباح، تنديدا بمقتل محتجين سلميين بمدينة الأبيض (جنوب) قبل أيام، وللمطالبة بتسليم السلطة لحكومة مدنية. ونشر “تجمع المهنيين السودانيين”، أبرز مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير” بالسودان، عبر صحفته الرسمية بموقع “فيسبوك”، فيديوهات لمظاهرات حاشدة بمدن: نيالا، وزالنجي (غرب)، وكسلا، والقضارف (شرق)، وسنار (وسط)، ومدني (وسط)، وكوستي، والأبيض، وكادقلي (جنوب).
كما نشر التجمع فيديوهات أخرى لمسيرات وصفها بال”مليونية”، في جميع أحياء الخرطوم، وأمدرمان وبحري، تطالب بالقصاص للمتظاهرين القتلى. وفي وقت سابق الخميس، قال شهود عيان لوكالة الأناضول التركية، إن آلافا خرجوا في أحياء الكلاكلة، وجبرة، والحاج يوسف، بالخرطوم، وأحياء أمدرمان غربي العاصمة، ومدن: الأبيض، وعبري (شمال)، وحلفا الجديدة (شرق)، والدويم (جنوب). وردد المتظاهرون شعارات من قبيل: “حرية.. سلام وعدالة.. والثورة خيار الشعب”، “الدم قصاد (مقابل) الدم.. ما بنقبل (لا نقبل) الدية”. وقبيل انطلاق المظاهرات، شهدت الخرطوم انتشارًا أمنيًا كثيفًا، كما أغلقت قوات الدعم السريع (تتبع الجيش) الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي، والقيادة العامة للجيش. والإثنين، قتل 6 محتجين، بينهم 4 طلاب، وأصيب 62 آخرون، خلال فض مسيرة طلابية في الأبيض؛ احتجاجًا على تقرير لجنة تقصي الحقائق حول فض الاعتصام، وفق اللجنة المركزية لأطباء السودان (معارضة). ويشهد السودان اضطرابات متواصلة منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 – 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادي. وأعرب المجلس العسكري مرارا عن اعتزامه تسليم السلطة إلى المدنيين، لكن لدى بعض مكونات قوى التغيير مخاوف من احتفاظ الجيش بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.