أجلت محكمة سودانية، الأربعاء 31 يوليوز 2019، أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير، ل «دواعٍ أمنية». وجاء ذلك في تصريحات إعلامية لممثل هيئة الدفاع، أحمد إبراهيم الطاهر. وأوضح الطاهر أنه كان من المفترض أن تكون الجلسة الأولى «إجرائية» بحضور هيئة الدفاع والاتهام، إلا أن القاضي أخبر الجميع بأنه «لم يتم استدعاء المتهم عمر البشير، بسبب دواعٍ أمنية، لذلك تم تأجيل الجلسة». وأضاف: «نؤكد أن قضية البشير قضية عدلية، وليس فيها جانب سياسي، ونثق في براءته». ولم يذكر المصدر الموعد الجديد للجلسة بعد التأجيل. ويُحاكم البشير في تهم تتعلق بالفساد وحيازة النقد الأجنبي و «الثراء الحرام»، على خلفية العثور على مبالغ مالية كبيرة في منزله. ومساء الإثنين 29 يوليوز 2019، سمحت السلطات السودانية للبشير بالخروج من مقر اعتقاله في سجن كوبر المركزي بالخرطوم للمشاركة في تشييع والدته. وعزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل 2019، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية. التظاهرات مستمرة في السودان ولليوم الثالث على التوالي تتواصل التظاهرات في عدد من المدن السودانية، تنديداً بأحداث مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان (جنوب)، التي أسفرت عن مقتل 6 محتجين وإصابة العشرات. ومساء الثلاثاء 30 يوليو/تموز 2019، أعلنت لجنة أطباء السودان المعارضة وفاة مواطن متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس، لترتفع بذلك حصيلة قتلى أحداث فض مسيرة طلابية رافضة لنتائج تحقيق حول فضِّ الاعتصام قبالة مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم قبل نحو شهرين، إلى 6. وأفاد شهود عيان بخروج العشرات في تظاهرات في حي «أركويت» شرقي العاصمة الخرطوم، للمطالبة بالقصاص من قتلة الطلاب، وتسليم السلطة للمدنيين. فيما ذكر حزب المؤتمر السوداني المعارض، عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أن المئات تظاهروا في مدينة الجنينة (غرب). وأضاف الحزب أن المتظاهرين توجهوا إلى مقر وزارة التربية والتعليم بالمدينة، تنديداً بمقتل الطلاب في حادثة «الأبيض». كما خرجت تظاهرات في مدن ربك (جنوب) والجزيرة آبا (جنوب) والدامر (شمال)، تضامناً مع الضحايا. بدورهما، شهدت مدينتا «الضعين» و «نيالا» (غرب) تظاهرات حاشدة، تنديداً بقتل المحتجين في «الأبيض»، وفق نشرة إعلامية لحزب البعث المعارض (أحد مكونات تحالف الإجماع الوطني). لجنة للتحقيق في الأحداث ونشر الحزب المعارض، عبر موقع «فيسبوك»، فيديوهات لتظاهرات مدينتي «الجنينة» و «نيالا»، حيث ردَّد المتظاهرون شعارات من قبيل: «مقتل طالب مقتل أمة» . وقال رئيس المجلس العسكري، عبدالفتاح البرهان، في وقت سابق إن «ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض، وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة». ووجَّه المجلس العسكري بتعطيل الدراسة بكافة المدارس في ولايات البلاد لمرحلتي «الأساس والثانوي». وأعلن والي ولاية شمال كردفان المكلف، الصادق الطيب عبدالله، الإثنين، تشكيل لجنة تحقيق وتقصٍّ للأحداث، متهماً «مندسين» بالدخول وسط المسيرة الطلابية السلمية.