ما تزال ملابسات وفاة الشابة إسراء ناصر يوسف غريب من بيت ساحور غامضة، حيث تردد أن الوفاة نتجت عن اعتداء تعرضت له إسراء، الأمر الذي تنفيه عائلتها. وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان « ديوان المظالم » في بيان، إن المعلومات لديها تفيد بأن إسراء (21 عامًا) وصلت مستشفى بيت جالا الحكومي في 22 آب/ اغسطس، وقد فارقت الحياة حيث قامت النيابة العامة بتحويل الجثمان للتشريح في معهد الطب الشرعي، علمًا أنّ الفتاة كانت أدخلت إلى المستشفى قبل ذلك بعد تعرّضها لإصابات قبل ذلك بنحو عشرة أيام، علمًا أن أي جهة رسمية لم تجزم بسبب تلك الإصابات، إن كانت نجمت عن حادث اعتيادي أم أنها نتيجة اعتداء تعرضت له. وعلى ضوء وجود شبهات في هذه القضية، فقد طالبت الهيئة المستقلة في بيانها، النيابة العامة بفتح تحقيق شامل في ظروف إصابة ووفاة المواطنة المذكورة. ورغم أن ما نشرته إسراء عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي حين نقلت في المرة الأولى للمستشفى، يظهر أنها كانت بمعنويات عالية، حيث دعت عبرها الناس للدعاء لها بالشفاء، واعتذرت من زبوناتها عن مواعيد مسبقة، كونها تعمل في مركز تجميل خاص بها، ولم تشر فيها إلى تعرضها لأي اعتداء، إلا أن تسجيلًا صوتيًا انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيه صوت صراخ (قيل إنه صوت إسراء وأنه سُجّل داخل المستشفى)، ما عزز الروايات التي تحدّثت عن تعرضها لاعتداء. وحسب بيان كانت أصدرته عائلتها يوم 25/8/2019 أي بعد ثلاثة أيام من وفاتها، فإن إسراء « كانت تعاني من حالة نفسية وإضرابات عقلية أدت إلى سقوطها بفناء المنزل يوم الجمعة مساءً بتاريخ 9/8/2019، على إثره تم نقلها إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم وتم معاينة الإصابة والكدمات، وتبين وجود كسر في العمود الفقري والذي بدوره استدعى نقلها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي من أجل الحصول على التحويلة الطبية إلى مستشفى آخر لإجراء العملية، إلا أنه وبالكشف عن الحالة الصحية من قبل أكثر من طبيب مختص تقرر أنها ليست بحاجة إلى إجراء العملية في الوقت الحالي لصغر سنها والاكتفاء بتناول الأدوية. وبالرغم من التصرفات الخارجة عن الإرادة من جراء الحالة المرضية التي كانت تعاني منها، استدعى خروجها من المستشفى من قبل العائلة واستكمال العلاج بالمنزل إلا أنه وبعد خروجها لم تمكث كثير حتى وافتها المنية إثر تعرضها لجلطة دماغية وصلت إلى المستشفى متوفية وتم نقل جثمانها إلى معهد الطب العدلي في أبو ديس لتشريح الجثة ». وعلّقت النيابة العامة في بيان لها اليوم الجمعة، بالقول إنّ التحقيقات في القضية ما تزال جارية، وأنّ تقرير الطب الشرعي لم يصدر بعد. مشيرةً إلى أنها باشرت سماع إفادات الشهود وجمع الأدلة والبينات الأولية، وأنّ « أروقة النيابة العامة مفتوحة للتعامل بجدية مع أي معلومة من شأنها إظهار الحقيقة وإحقاق العدل ». وكانت الشرطة الفلسطنيية نشرت تصريحًا مقتضبًا حول الوفاة، جاء فيه أن الشرطة والنيابة العامة باشرتا التحقيق في ظروف وفاة فتاة (21 عامًا) وصلت المستشفى الحكومي في بيت جالا بمدينة بيت لحم متوفاة يوم الخميس الماضي (22/8/2019) وأن النيابة العامة قررت التحفظ على جثمانها وإحالتها لمعهد الطب العدلي للتشريح والوقوف على أسباب الوفاة ». وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي قضية إسراء على نطاق واسع، وقدمت روايات عديدة محورها أنها تعرضت إلى عنف أو اعتداء أدى لوفاتها، علمًا أنه لم يتم حتى اليوم توقيف أو اعتقال أي شخص، ولم تصدر أي إشارة من الجهات الرسمية بذلك. وعقب الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني بشأن قضية غريب، التي أصبحت قضية مجتمع، قائلًا: نحن نستشعر النبض في الشارع تجاه هذه القضية، مع التزامنا الكامل بأحكام القانون الفلسطيني وسرية التحقيقات وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة احترامًا لروح الفقيدة ولمشاعر ذويها، إلا أنه صار لزامًا علينا من موضع مسؤوليتنا تعزيز منظومة التشريعات الحامية للمرأة الفلسطينية، حامية مشروعنا الوطني، التي هي أمنا وأختنا وابنتا في الأصل، ونحن منها وهي نبع رجولتنا ولولاها ما كنّا مجتمعًا ». وختم في تغريدة له عبر « تويتر »، « مع إيماننا العميق بأنه لا يحق لأي شخص أخذ القانون بيده وسوف نتخذ كل إجراء قانوني لازم لإيقاع أقصى العقوبة على كل من تورط في قتل أي انسان ونحن بانتظار نتائج التحقيق في قضية إسراء غريب ».