ولدت مريم بنفارس التشكيلية الشابة ومصممة أزياء المبدعة، التي عرضت بعض أعمالها الفنية في المعرض المفتوح لموسم أصيلة، وقد تحولت بالفعل إلى مثار للانتباه وموضوعا للإعجاب من قبل كل الزوار فنانون ومثقفون وصحفيون وسياح، عبروا عن بالغ افتتانهم بسحر عملها وقوة الرسائل التي يحملها ويوجهها للمتلقي، بل والرسائل التي يمكن أن يقرأها كل واقف أمام تقنيات فنانة جعلت من الثوب واللون والطبيعة والتقليد والثقافة عناصر لأجمل الصور، التي زينت جدران المدينة إلى جانب أهم فناني العالم. ثلاث قطع فنية عرضت في المهرجان الثقافي للفنانة الشابة، لخصت حكاية مدينة وإنسان وثقافة تقوم على البساطة والرقي والأناقة والصفاء غير الغريب على معظم سكان المدينة، تجد في هذه القطع لمسة الفنانة المبدعة والمصممة الأنيقة. مريم بنفارس فساتين أقرب إلى اللوحات، ولوحات أكثر منها فساتين تلبس، إنها قصص تحكى ومواقف تتقاسم، كتب في الأول عن السلام والحب والود والصداقة والتعاون والبناء والمودة والتعاطف والمساواة وهي القيم والمعايير التي يحتاجها هذا الزمن، وتؤمن بها الفنانة كما هو الحال بالنسبة لكل أبناء جيلها، رسالة تريد من خلالها البوح بما تريده نساء اليوم من العالم، وبما يمكن أن تنجزه نساء اليوم في هذا العالم، وخلقت من الثاني الذي غزل في بدايته بأيدي صانع تقليدي من نفس المدينة لباساً بعبق الطبيعة المجاورة للمدينة من الدوم المغربي اختارت له بعض الألوان المزهوة بأنفة المرأة المغربية وشموخها. مريم بنفارس أما الثالث فكان عبارة عن تحفة فنية كانت في بدايتها عبارة عن لوحة فنية حولتها مريم بنفارس إلى فستان يعكس كل أشكال الجمال والإبداع المغربي. تختزل إبداعات مريم بنفارس تجربة من الإبداع الفني دامت زهاء خمس سنوات من الممارسة الاحترافية، بعد سنوات من التكوين والدراسة في إحدى مدارس التصميم في طنجة، لم تختر كنظيراتها الالتحاق بالجامعة وإن كانت تمتلك كل المؤهلات التي تمكنها من النجاح والتفوق في التعليم الجامعي، وإنما اختارت أن تعيش بما تحب وأن تعيش مما تحب، مريم عنوان لمبدعة رائعة سيفتخر المغرب بها لا محالة، ولتجربة في الإنسانية والرقي تستحق أن تحاكى من طرف شباب جيلها.