يحتضن فضاء «الطيقان» المحاذي لقصر الثقافة بأصيلة، وككل سنة، إبداعات الشباب الزيلاشي الذي ما زال يتلمس طريقه في مجال الفن والابداع، وهو الفضاء الذي يعج بالحركة يوميا، ما يسمح بالاطلاع على هذه التجارب التشكيلية التي تعلن عن نفسها من خلال فرادتها والأشكال التعبيرية التي اختارتها، ويشي في نفس الوقت باختمار تجربة شخصية لها ملامحها الخاصة التي تنأى عن باقي التجارب الفنية. هذه السنة، يعرض بهذا الفضاء ستة فنانين إبداعاتهم على جمهور أصيلة: سوسن المليحي، طارق فايطح، مريم بن فارس، عبد العزيز أشرقي، رانية الدرقاوي، وبدر مصباحي. اختارت هذه الأصوات والتجارب الفنية الشابة تيمات عديدة للاشتغال. فمن عالم الطفولة تنبعث لوحات بدر مصباحي معلنة عن اختلال صارخ ومعاناة هذه الشريحة، معاناة تنضح من العناوين التي وسم بها هذه الاعمال ك» ملامح البراءة»، «براءة تحت القساوة» ، «لنحم أطفالنا»، بالاضافة الى أعمال أخرى اعتمدت الرؤية التجريدية وألوان المدينة الأصل من خلال تصوير معالم العمران بهذه المدينة التي تقاوم زحف الزمن ومظاهر العولمة. وفيما اختار مصباحي الاشتغال على ماهو اجتماعي ومعماري، فإن المصممة الزيلاشية مريم بن فارس، سلكت للتعبير عن فرادة تجربتها الاشتغال على القماش كسند لأعمالها لاحتكاكها بهذا الفن منذ طفولتها والذي شغفت به قبل أن تختار بعد المرحلة الثانوية دراسته كاختيار جمالي وفني، مازالت الى الآن تجرب من خلاله لتكوين شخصيتها وبصمتها الفنية التي تميزها. تعرض هذه الفنانة الشابة مجموعة تتكون من ثلاثة أزياء اشتغلت في كل واحد منها على مواد مختلفة وبألوان تتدرج من الأبيض الى الأخضر الى الترابي، ما يحيل على عوالم الأرض والسلام والعطاء. هكذا اشتغلت على القماش الأبيض الذي كتبت عليه بشكل أنيق وبحروف وبخط عربي مفردات»سعادة» و»محبة» وطاقة «وسند» فيما يشبه دعوة الى الحياة البسيطة، بساطة هذه المدينة. وفي تصميم آخر ينبعث عبق إفريقي مستوحى من ألوان الصحراء ومشغول بمادة القش» الدوم» يلمس فيه المشاهد نوعا من الحرية والانطلاق، فيما الثالث تمتزج فيه الألوان والفصول دلالة على مظاهر الحياة.