اتهم معتقلون على خلفية « حراك الريف » بسجن رأس الماء بمدينة فاس، المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بخلق التوتر وإثارة البلبلة وتأزيم الأوضاع، في كل مرة يقترب فيها الملف من فوهة الانفراج. وزاد المعتقلون، في بيان لهم، اطلع « فبراير » على نسخة منه، أن تازيم الاوضاع بهذه الطريقة من طرف الدولة تأتي « نكاية في المعتقلين وعائلاتهم بشكل خاص، والريفيين بشكل عام ». ويأتي بلاغ معتقلي « حراك الريف » بعد أيام قليلة من بلاغ جمعية « ثافرا » للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف، التي عبرت عن تفاجؤها ب « تناسل الأخبار حول استمرار المضايقات والاستفزازات والتعامل القاسي مع معتقلي الحراك بالريف « المشتتين » على مختلف السجون، ما بلغ حد التعنيف الجسدي والنفسي »، في الوقت الذي كان فيه الرأي العام « ينتظر إطلاق سراح ما تبقى من معتقلي الحراك الشعبي بالريف وتحقيق الملف المطلبي الذي اعتقلوا بسببه ». وكشفت « ثافرا » في بلاغها، بعض المعطيات حول التعنيف الجسدي والنفسي الذي تعرض إليه المعتقل صالح الأحمد، تقول: « بينما كان متجها مع بقية السجناء نحو مربط أضاحي العيد، تفاجأ بمنعه من طرف أحد الموظفين من مواصلة جولته، رغم أن رئيس الجناح الذي يتواجد فيه سمح له بذلك. وحين استفسر عن سبب منعه انهال عليه ذلك الموظف، المسمى نور الدين والمعروف داخل السجن بالشاف جينرال، بالسب والشتم، قبل أن يستعين بالحارسين المسميين حسن وحسين للانفراد به، ليتم إشباعه ضربا ورفسا وشتما بألفاظ نابية ومخلة بالحياء، رغم علمهم المسبق بالحالة الصحية للمعتقل السياسي صالح الأحمدي الذي يعاني من عدة أمراض ». كما كشفت « ثافرا » في البلاغ ذاته، أن المعتقل أشرف موديد، المحكوم بعشرين سنة سجنا نافذا دخل في إضراب عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 13 غشت الجاري، كما هدد آخرون بالدخول في إضرابات طعامية في الأيام القادمة ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم، أبرزهم المعتقلين إلياس الغازي ونبيل أمزكيداو. هذا ودعت الجمعية ذاتها المندوبية العامة لإدارة السجون بالتدخل من أجل فتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة كل من تورط في تعنيف المعتقل صالح الأحمدي، كما طالبتها بالاستجابة الفورية لمطالب المعتقل المضرب عن الطعام أشرف موديد.