في الوقت الذي كان فيه الرأي العام الوطني والعالمي ينتظر إطلاق سراح ما تبقى من معتقلي الحراك الشعبي بالريف وتحقيق الملف المطلبي الذي اعتقلوا بسببه، تفاجأت جمعية ثافرا بتواتر الأخبار حول استمرار المضايقات والاستفزازات والتعامل القاسي والانتقامي مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف المشتتين على مختلف سجون الذل والعار، بلغ حد التعنيف الجسدي والنفسي كما حدث للمعتقل السياسي صالح الأحمدي، الموجود بسجن عين عيشة السيء الذكر، حيث تعرض يوم 11 غشت 2019 لاعتداء شنيع لا مبرر له من طرف بعض موظفي السجن. فحسب إفادة عائلته، بينما كان المعتقل السياسي صالح الأحمدي متجها مع بقية السجناء نحو مربط أضاحي العيد، تفاجأ بمنعه من طرف أحد الموظفين من مواصلة جولته، رغم أن رئيس الجناح الذي يتواجد فيه سمح له بذلك. وحين استفسر عن سبب منعه انهال عليه ذلك الموظف، المسمى نور الدين والمعروف داخل السجن بالشاف جينرال، بالسب والشتم، قبل أن يستعين بالحارسين المسميين حسن وحسين للانفراد به، ليتم إشباعه ضربا ورفسا وشتما بألفاظ نابية ومخلة بالحياء، رغم علمهم المسبق بالحالة الصحية للمعتقل السياسي صالح الأحمدي الذي يعاني من عدة أمراض. وما يزيد الأمر خطورة أن مدير السجن غض الطرف عن هذا الاعتداء وتعامل معه بتجاهل، ما يطرح سؤالا عن دوره كمدير للسجن، لاسيما أن بعض الموظفين يستغلون أي فرصة للانتقام من معتقلي الحراك قبل استفادتهم من العفو. وهو نفس الأمر الذي حدث مع المعتقل السياسي صالح الأحمدي المعروف بدفاعه المستميت عن كرامته ورفضه الإذلال الذي يحاول هؤلاء الموظفون فرضه على المعتقلين السياسيين، حيث وجد هؤلاء فيما حدث فرصة للانتقام منه خشية أن تضيع عنهم إذا استفاد من العفو يوم عيد الأضحى. وبذلك يكشف، مرة أخرى، موظفو هذا السجن السيء الذكر عن ساديتهم في التعامل مع معتقلي حراك الريف، بشكل يتعارض مع المقتضيات القانونية ومع القيم الإسلامية والإنسانية المفروض الاهتداء بها في مثل هذه الأيام المباركة على الأقل، وهي سادية تؤكدها شهادات كل المعتقلين الذين مروا من هذا السجن. وأمام معاناة المعتقلين السياسيين، خاصة منهم المرحلين من سجن الحسيمة، واستمرار استفزازهم والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم: التطبيب، الزيارة، التغذية، الفسحة، التواصل مع عائلاتهم هاتفيا، تجميعهم...؛ دخل بعضهم في إضراب مفتوح عن الطعام كما هو الحال بالنسبة للمعتقل السياسي أشرف موديد، الموجود بسجن رأس الماء بفاس والمحكوم بعشرين سنة، والذي دخل في إضراب عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 13 غشت 2019، فيما هدد آخرون بالدخول في إضرابات طعامية في الأيام القادمة ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم العادلة كما هو الأمر مع المعتقل السياسي إلياس الغازي الموجود بالسجن المحلي رأس الماء بفاس والمعتقل السياسي نبيل أمزكيداو الموجود بسجن المحلي بتاونات والذي يتعرض لمضايقات من طرف حراس هذا السجن السيء الذكر. وفِي سياق التضييق على معتقلينا، أبت إدارة سجن طنجة 2 إلا أن تفسد على المعتقلين وعائلاتهم فرحة تمكين المعتقلين ببعض المأكولات والمواد التي حوتها قفة زيارة عيد الأضحى، حيث تفاجأت العائلات بعد انتهاء الزيارة بإرجاع مجموعة من المواد التي تظاهرت إدارة السجن في البداية بإدخالها إلى المعتقلين. والأسوأ من ذلك، إقدام إدارة هذا السجن على منع أحد أفراد عائلة المعتقل السياسي محمد المجاوي (أخته بالرضاعة) من زيارته مع أنه سبق له أن تقدم بطلبين في الموضوع لإدارة السجن، إضافة إلى محاولة منع والدة المعتقل السياسي صلاح لشخم من زيارته بمبرر واهٍ هو عدم توفرها على البطاقة الوطنية مع أنها أدلت بالوصل. وبناءً على ما سبق، إننا في جمعية ثافرا للوفاء والتضامن ندين بشدة ما تعرض له المعتقل السياسي صالح الأحمدي من تعنيف وشتم، ونستنكر بقوة مختلف الممارسات الانتقامية واللاقانونية واللاأخلاقية التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون لحراك الريف، ونطالب المندوبية العامة لإدارة السجون التدخل فورا لفتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة كل من تورط في تعنيف المعتقل السياسي صالح الأحمدي. كما نطالبها بالاستجابة الفورية لمطالب المعتقل السياسي المضرب عن الطعام أشرف موديد ونحملها مسؤولية ما قد يترتب عن استمراره في الإضراب عن الطعام. وفِي نفس الوقت، نطالبها بفك العزلة عن المعتقلين السياسيين: حسن حجي بسجن تولال 2، عبد الحق الفحصي بسجن بوركايز، المرتضى إعمراشا بالسجن المحلي سلا 2، حسن بربا وأشرف موديد بسجن رأس الماء بفاس، وسواهم من المعتقلين الأبرياء المشتتين على مختلف السجون؛ إما بتجميعهم مع رفاقهم أو ترحيلهم إلى سجون قريبة من عائلاتهم. وهنا نثير انتباه الجهات المعنية بملف المعتقلين السياسيين لحراك الريف إلى أن جمعية ثافرا علمت بتعرض المعتقل السياسي المرتضى إعمراشا لمضايقات متكررة من طرف إدارة السجن المحلي سلا 2، وإن لم يتناهى إلى علمها تفاصيل ما يتعرض له. لهذا تطالب المسؤولين بالوقوف على حقيقة هذه الاستفزازات والمضايقات التي تزيد من معاناته مع العزلة القسرية المفروضة عليه. وختاما، ننبه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مركزيا وجهويا، إلى ضرورة الوفاء بالتزاماته ووعوده التي قطعها مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم من خلال جمعية ثافرا، وفِي مقدمتها توفير حافلة لنقل عائلاتهم أثناء الزيارة. ونذكره بضرورة تتبع وضعية المعتقلين السياسيين من داخل سجون الذل والعار ورصد الانتهاكات التي يتعرضون لها، وكذا الوقوف على تنفيذ الوعود التي تُقدّم للمعتقلين ولعائلاتهم. عن مكتب الجمعية بتاريخ 18/08/2019