وافق طرفا النزاع في ليبيا، اليوم السبت، على مبدأ هدنة، بمناسبة عيد الأضحى، كانت قد دعت إليها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. وأكدت حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي يوجد مقرها بالعاصمة طرابلس، والمعترف بها من قبل المجتمع الدولي، في بيان، « قبول هدنة إنسانية محددة خلال أيام عيد الضحى »، والذي يبدأ الاحتفال به بليبيا غدا الأحد ويستمر إلى غاية يوم الثلاثاء. غير أن حكومة الوفاق ربطت هذه الهدنة ب »أربعة شروط »، مطالبة بأن « تشمل الهدنة كافة مناطق الاشتباكات »، وأن « يتم حظر الطيران وطيران الاستطلاع في كافة الأجواء ومن كافة القواعد الجوية التي ينطلق منها »، وكذا « عدم استغلال الهدنة لتحرك أي أرتال أو القيام بأي تحشيد ». كما دعت حكومة الوفاق، بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إلى « تولي ضمان تنفيذ هذه الهدنة ومراقبة أي خروقات ». من جهتها، أعلنت قوات المشير خليفة حفتر، التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها، وقف جميع العمليات الحربية خلال عطلة عيد الأضحى، عملا بهدنة دعت إليها الأممالمتحدة. ويبدأ وقف إطلاق النار، اليوم، اعتبارا من الساعة الثالثة بعد الزوال (الواحدة ظهرا بالتوقيت العالمي)، ويستمر إلى غاية الساعة الثالثة من بعد زوال يوم الاثنين. وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، قد عبر عن قلقه إزاء تصاعد المعارك بين قوات حكومة الوفاق الوطني، وقوات المشير حفتر، محذرا من ارتفاع حدة التوترات. وينفد الجيش الوطني الليبي، الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له، ويقوده المشير خليفة حفتر، منذ أبريل الماضي، هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، حيث يوجد مقر حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من قبل الأممالمتحدة. ونددت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم بهذا التحرك العسكري من جانب قوات حفتر، واعتبرته مقوضا لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا، ينهي الأزمة القائمة في البلاد منذ عام 2011. وبحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية، فإن « العنف في طرابلس أسفر عن مقتل 1093 شخصا، وإصابة 5752 آخرين »، فضلا عن أكثر من 100 ألف نازح.