قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الجمعة، إن الحكومة مهتمة بشكل كبير بتسهيل استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج. وأكد العثماني، في كلمة بثت بتقنية الفيديو ضمن أشغال الملتقى الاقتصادي الدولي لدرعة-تافيلالت، الذي ينعقد على مدى يومين (28 و29 يونيو الجاري بتنغير) تحت شعار « الملتقى الاقتصادي الدولي لدرعة تافيلالت : الجالية وقضايا الاستثمار »، أن السلطة التنفيذية تولي أهمية كبيرة لمغاربة العالم. وأبرز أنه يتم اعتماد شباك وحيد خاص باستقبال مغاربة العالم سواء في الإدارات الترابية أو في الإدارات المركزية، بغية الاستجابة لانتظاراتهم وتسهيل مقامهم في بلدهم الأصلي. من جهة أخرى، أشاد رئيس الحكومة بفكرة تنظيم هذا الملتقى الذي اعتبره مبادرة مبتكرة للتواصل واقتراح الأفكار في إطار تنشيط مجال الاستثمار على مستوى جهة درعة-تافيلالت. وذكر أن موضوع هذا اللقاء، الذي ينظمه مجلس جهة درعة-تافيلالت بشراكة مع منظمة « أكال » للتنمية (ومقرها بجنيف)، يكتسي راهنيته بحكم أن المغاربة المقيمين بالخارج يشكلون نسبة مهمة من سكان المملكة، وبرهنوا باستمرار عن انخراطهم القوي في المجهودات المبذولة لتحقيق التنمية المحلية والدفاع عن القضايا الوطنية. من جهته، أكد الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، محمد غزالي، على ضرورة صناعة « التفوق التنافسي » للجهة من خلال، على الخصوص، استثمار الكفاءات البشرية التي تزخر بها. واعتبر أن جهة درعة-تافيلالت تتوفر على مؤهلات وفرص تمكنها من أن تصبح جهة واعدة، مضيفا أنها تتميز بطبيعة جيولوجية جد متفردة تؤهلها لجذب استثمارات هامة. ودعا إلى تثمين وتطوير القيمة المضافة للمعادن المستخرجة بالمنطقة، مما سيساعد على خلق مناصب شغل جديدة، والمساهمة في تطوير الموارد الطبيعية والمنتجات الصناعية في مناطق استخراجها. من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الشغل والإدماج المهني، نورالدين بنخليل، على ضرورة خلق دينامية اقتصادية في الجهة عبر إشراك جميع الفاعلين في مختلف المجالات، موضحا أن السياسات العمومية تتيح مجموعة من الفرص الاقتصادية. وأشار بنخليل إلى أن من شأن الاستثمار في هذه الجهة أن يخلق فرصا واعدة للتشغيل، خاصة إذا تم تكوين الأطر والكفاءات الضرورية لتلبية احتياجات المستثمرين المغاربة والأجانب. من جهته، قال رئيس جهة درعة-تافيلالت، الحبيب الشوباني، إن الجهة منكبة على المساهمة في تحقيق التنمية المندمجة من خلال، على الخصوص، إشراك كل الفاعلين من شباب المنطقة والمغاربة المقيمين بالخارج وإعطاء دفعة جديدة للابتكار. وأكد أن ذلك سيمكن من تعزيز التنافسية والاستقرار والتماسك الاجتماعي في الجهة، مشيدا بالمجهودات التي يبذلها مغاربة العالم من أجل الاستثمار في المنطقة. وأبرز نائب رئيس منظمة « أكال » للتنمية، السيد الحسين أوحليس، أهمية إحداث مشاريع تستجيب لحاجيات سكان الجهة، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل على تشجيع المغاربة المقيمين بالخارج للاستثمار في الجهة. ودعا إلى مواكبة هؤلاء المستثمرين، خاصة على مستوى دراسات الجدوى والبحث عن التمويل، والتكوين والتأطير والمحاسبة المالية. ويهدف هذا الملتقى، الذي يحظى بدعم عدد من الشركاء المؤسساتيين، إلى جمع الجالية المستثمرة وشركاؤهم الأجانب مع السلطات الترابية والمنتخبة والوزارات المكلفة بتحسين مناخ الأعمال، ورجال الأعمال بالجهة والمصالح اللاممركزة. وتتمحور أشغال الملتقى، الذي يعرف حضور شخصيات رفيعة المستوى ومن مغاربة العالم، ضمنهم الباحث والمخترع المغربي رشيد اليزمي، حول الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاعات الطاقات المتجددة والمعادن والتنمية المستدامة، والصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، واقتصاد المعرفة وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي للجهة ونقل التكنولوجيا. ويتضمن جدول أعمال اللقاء عقد ندوات تناقش، على الخصوص، مواضيع « كيفية تسهيل حركية رجال الأعمال مغاربة العالم » و »التمويل العام »، و »التحول الرقمي »، و »تمويل مشاريع مغاربة العالم »، و »الاستثمار المسؤول »، و »الصناعة الثقافية والتراث ».