احتضنت مدينة تنغير الملتقى الاقتصادي الدولي لدرعة تافيلالت، حول موضوع "الملتقى الاقتصادي الدولي لدرعة تافيلالت : الجالية وقضايا الاستثمار". وأبرز منظمو هذا الحدث، الذي انعقد يومي الجمعة والسبت، أن هذا اللقاء يشكل منتدى للتفاعل الإيجابي بين الفاعلين المغاربة في الخارج والشركاء المحليين بغية تقديم مقترحات حول فرص الاستثمار أخذا بعين الاعتبار خصوصيات جهة درعة-تافيلالت. وأكد الحبيب الشوباني، رئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت، في ندوة صحفية نظمت مساء الخميس، أن تنظيم هذا الملتقى نابع من الأهمية، التي توليها الدولة للجالية المستثمرة القاطنة في الخارج، مؤكدا أن الجهة تسعى جاهدة للمساهمة في الرفع من جاذبيتها من خلال تحسين مناخ الأعمال وخلق البنيات التحتية وتعزيزها، لجعلها أكثر تنافسية. وأوضح الشوباني أن هذا الملتقى هو ثمرة تعاون مع جمعية "آكال للتنمية" حول سبل تشجيع وتوفير المناخ الملائم لمغاربة العالم للاستثمار بالجهة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المندمجة من خلال إطلاق مشاريع تساهم في خلق فرص الشغل وتأهيل الجهة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وأضاف أن الملتقى يرنو إلى أن يصبح موعدا سنويا لمناقشة موضوع يتعلق بالجوانب الأساسية للاستثمار، مشيرا إلى أن هذه الدورة الأولى لها طابع تأسيسي على أمل تنظيم الملتقى كل سنة في أحد الأقاليم الخمس للجهة. وأضاف أن الجهات تتوفر على اختصاصات تمكنها من المساهمة في تحسين جاذبية المجال الترابي، خاصة على مستوى البنيات التحتية، مؤكدا أنه ستصدر عن هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة خبراء ومختصين، توصيات وأفكار تهم تنافسية الجهة على المستوى الاقتصادي. وشدد على أهمية مساهمة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين نجحوا في تنفيذ مشاريعهم واستثماراتهم في النهوض بالجهة، مشيرا إلى أن فلسفة الجهوية الموسعة تشكل فرصة لهذه الفئة من المواطنين لتقديم دعمها لجهة درعة-تافيلالت في المجال الاقتصادي. بدوره، قال الحسين أوحليس نائب رئيس جمعية "آكال للتنمية"، إن "إشراك الجالية في التنمية الجهوية المندمجة يعد وسيلة فعالة من أجل تحقيق تحول مستدام منتج للثروات ولمناصب الشغل على المستوى المحلي"، منوها بالمجهودات التي تبذلها الجهة من أجل تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار بها وكذلك بالفرص التي تتيحها في قطاعات الطاقة المتجددة والمعادن والتنمية المستدامة. وأضاف المتحدث، كما أفاد أوحليس أن هناك نخبة جديدة متميزة من المستثمرين الذين يعملون على إقامة مشاريع اقتصادية تضامنية مسؤولة اجتماعيا وبيئية، مؤكدا أن مجهودات كافة المتدخلين في تحسين الجاذبية المجالية ساهمت في الرفع من عدد المستثمرين خصوصا بالقطاعات الاقتصادية الواعدة بالجهة. وأكد أوحليس على ضرورة تنفيذ مشاريع وأعمال منسجمة مع الخصوصيات البشرية والطبيعية للجهة، داعيا إلى اعتماد نموذج تنموي واقتصادي كفيل بخلق مناصب الشغل والمشاريع المدرة للدخل. واعتبر أن هذه التجربة ستتكون غنية، خاصة على مستوى استقطاب شريحة من المهتمين بالاستثمار من أجل مناقشة أشكال النهوض ببلادهم، مشددا على الحاجة إلى "مشاريع منتجة" في المنطقة. وتستضيف جهة درعة تافيلالت لأول مرة، الجالية المستثمرة القاطنة بالخارج في ملتقاها الاقتصادي الأول، المخصص لقضايا الاستثمار. وتخُصص هذه الدورة لمناقشة قضايا الاستثمار والجالية، تثمينا للوزن الاقتصادي لأبناء وبنات الجهة من مغاربة المعالم، وتأثيرها المشهود في المجهود الاستثماري الذي تعرفه الجهة، وكذا بالنظر لتصاعد وتيرة حضورهم في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية وقطاعاتها الرئيسية. ويروم هذا الملتقى تأسيس نقاش رفيع المستوى حول فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية بجهة درعة تافيلالت، وآفاقها وإشكالياتها، إلى جانب فتح المزيد من الآفاق للجالية من أجل تمكينها من المساهمة الفعالة والمؤثرة في تعزيز الجاذبية الاستثمارية وخلف الثروة وكذا فرص الشغل بالجهة وتحسين مستوى عيش سكانها.