استقبل محمد بشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، الجمعة الماضي، كارلوس هولميس تروخييو، وزير الخارجية الكولومبي الذي يوجد في زيارة عمل إلى المغرب، وذلك بمقر الهيئة. خلال هذا اللقاء، استعرض الراشدي الجهود التي يبذلها المغرب والتزامه القوي في مجال محاربة الرشوة، سواء على الصعيد الوطني أم الدولي، بحسب بلاغ توصلت « فبراير » بنسخة منه. وذكّر الراشدي، في هذا السياق، بأنه على مستوى الالتزامات الدولية، صادق المغرب على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد منذ 2007، ثم على الاتفاقية العربية، قبل أن يصادق في بداية السنة الجارية على الاتفاقية الإفريقية. وسجل الراشدي أن المغرب تبنى استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد تجمع بين التربية والتحسيس والوقاية والزجر، وذلك للعمل بشكل منسق وفعال من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي تحول دون تحقيق تنميةٍ مثلى لبلادنا، وكذا من أجل وضع حد للإفلات من العقاب. كما أبرز الأهمية التي توليها الهيئة للعمل الذي يكون له تأثير ملموس على المواطنين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. من جهته، قدم كارلوس هولميس تروخييو، مشروعا قيد الدراسة يقضي بإنشاء محكمة دولية متخصصة في قضايا الفساد، مشيرا إلى أن دولا عديدة، من بينها كولومبيا، قد عبرت عن دعمها لهذه المبادرة التي أطلقتها المنظمة غير الحكومية Integrity Initiatives International (III) . وعبر هولميس تروخييو، في هذا الإطار، عن الأمل في الحصول على دعم المغرب لهذه المبادرة التي سيتم الإعلان الرسمي عنها في أوائل سنة 2021 خلال دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك طبقا للقرار الذي كانت المنظمة الأممية قد اتخذته في نونبر 2018 بطلب من كولومبيا. وقد ذكّر الراشدي، جوابا على ذلك، بأن المغرب ظل دائما منفتحا على المبادرات الدولية الهادفة إلى محاربة الفساد بشكل فعال ومنسَّق بين مختلف الدول المنخرطة في هذا المجال.